الاثنين، 10 أغسطس 2015

أثر توظيف الأحداث الجارية في تنمية مهارات التفكير الناقد في مبحث التاريخ

أثر توظيف الأحداث الجارية في تنمية مهارات التفكير الناقد في مبحث التاريخ

يعد توظيف الأحداث الجارية من الاتجاهات الحديثة في تدريس الدراسات الاجتماعية، إذ أن سمة التغير هي السمة الرئيسة التي يتصف بها هذا العصر ويعود ذلك للتحولات الكبيرة في مجال المعرفة والتكنولوجيا ونتيجة للتحولات الكبيرة والسريعة في مجال التكنولوجيا فالعلم يسير بسرعة تفوق الخيال، وترتب عليها مجموعة من المشكلات، وصاحبها أيضاً تطور سريع في وسائل الاتصال، التي أصبحت يوماً بعد يوم تزداد بشكل مذهل، و بسبب هذا التطور السريع في شتى المجالات، تحول العالم من خلاله إلى بقعة صغيرة ،لا اعتبار للحدود الجغرافية في ذلك مما جعل تواصل الثقافات مع بعضها البعض أمراً سهلاً، ومن هنا جاءت أهمية ربط الأحداث الجارية بالعملية التعليمية التعلمية حتى نواكب التطور والتغير، وتحقق الهدف الأسمى لها في تنمية شخصية المتعلم المتزنة. وبالتالي فإن استخدام وتوظيف الأحداث الجارية قد يسهم في بناء شخصية الطالب، ويعمل على ربط بيئة المتعلم بالقضايا المجتمعية البارزة وبذلك تثير اهتمامه ونجعله يفكر بالمشكلات والقضايا الاجتماعية والسياسية في بلادنا(سكيل، 1974).
كما وترى الجمعية الكندية للدارسات الاجتماعية على أن ربط ودمج الجغرافيا والتاريخ من خلال الأحداث الجارية تجعل المنهاج أكثر متعة وتحدياً عند الطلبة، وتمكنهم من تفسير الكوارث الطبيعية التي تحدث في العالم من خلال ما يشاهدونه في مختلف أنحاء العالم، كما تمكنهم من تحديد أثر الإنسان فيها وتأثيره بها(Shields,1999).
ويؤكد ولسون (Wilson,1993 ) على إمكانية استخدام الأحداث الجارية لتطوير مهارات التفكير الضرورية الفاعلة لتعلم التاريخ، كما أنه يصف استخدام الصحف اليومية باعتبارها مصدراً للمعلومات للتحليل التاريخي ، كما يؤكد على أنه يجب على معلمي الدراسات الاجتماعية أن يعلّموا الطلبة كيف يستخدمون وسائل الأعلام(كالتلفاز والصحافة والإذاعة) التي تهدف الى التربية والمواطنة الصالحة.
ويظهر لنا دائماً ان أخبار التلفاز تقدم لنا آراء ووجهات نظر متحيزة، لذلك فهي تقلل من قدرة الشخص على استخدام مهارات التفكير الناقد، وأتخاذ قراره الشخصي حول الأحداث المطروحة0 فيجب تشجيع الطلاب على مطالعة الصحف والمجلات ومناقشتها في الصف لوقف التأثير السلبي المرافق للتلفاز، عن طريق تشجيعهم على استخدام مهارات التفكير الناقد التي تعمق فهمهم للأحداث الجارية (Weinberg,et.al 2000 ).

وتبرز أهمية ربط الأحداث الجارية بالتفكير الناقد الى كون عملية اتخاذ القرار عند الطلاب محكومة لعواطفهم وتحيزاتهم المختلفة فبدلاً من استخدام مهارات التفكير الناقد فإنهم يعتمدون على التقاليد والتبريرات والأفكار غير المسنده بحجة0 علاوة على ان التفكير الناقد يساعد الطلبة على الشعور والتعاطف مع الطرف الأخر، حيث يجب على الطلاب ان يتعلموا ان يقدروا ويحترموا مشاعر وأفكار غير المطروحة من خلال الأحداث الجارية التي تم تناولها بموضوعية(Kneedler,1988).
فالأحدث الجارية يمكن أن تكون على مستوى الحي أو القرية أو المحافظة أو القطر أو العالم بأسره، وعلى هذا فبعض الأحداث قد تكون محلية، لا تثير إلا اهتمام من يعيش فيها. فقد يكون حادث سير مروع في قرية من القرى يشكل حدثاً جارياً بالنسبة لهذه القرية (عبيدات، 1985)0 أو الانتخابات البلدية في بلدة ما قد تكون حدثاً جارياً يهم تلك البلدة دون غيرها، أما القضايا المعاصرة فهي أوسع من الأحداث الجارية، فكثير من القضايا المعاصرة تمتد جذورها إلى الماضي وما تزال حتى وقتنا الحاضر كالقضية الفلسطينية. كما أن كثيراً من القضايا المعاصرة يتخللها كثير من الأحداث الجارية التي قد تحدث يومياً أو على فترات متقطعة كأحداث الانتفاضة الفلسطينية وأحداث القتل اليومية التي تمارس في الأراضي العربية المحتلة (عبيدات، 1994).
ولقد تعددت الآراء حول تعريف الأحداث الجارية فمنها:-
- أن الأحداث الجارية : هي انبعاث الحياة والحركة في الموقف التدريسي التعليمي في الدراسات الاجتماعية والاستفادة من اهتمامات الإنسان المعاصرة والطرق والوسائل التي يتعامل معها في حياته اليومية
- الأحداث الجارية: هي التي وقعت في الماضي القريب أو وقعت أمام أعيننا الآن أو هي على وشك الوقوع لأن ما سوف يحدث غداً أو في الأسابيع المقبلة أو الأشهر القليلة المقبلة يمكن أن نلاحظ مقدماتها وإرهاصاتها فيما يقع تحت أعيننا الآن.
- الأحداث الجارية هي: كل ما يحدث من تغيرات في البيئة المحلية للتلميذ أو ما يجاورها، ويكون لذلك التغيير أثر على اتجاهات الفرد وأنشطته المختلفة سواء كانت ثقافية أو اقتصادية.
 
كما ويطلق مصطلح الأحداث الجارية: على كل التغيرات اليومية التي تحدث في المجتمع أو في العالم، وله أثر على نشاط الطلاب الثقافي والاجتماعي والسياسي وقد تكون الأحداث وقعت بالأمس القريب ونشرت بالصحف اليومية أو حوادث وقعت منذ أسبوع وسجلت في المجلات الأسبوعية، أو حوادث وقعت منذ شهر ونشرت في دورية شهرية، وأحياناً تعتبر الأحداث الجارية حوادث وقعت منذ سنة، ولكنها ما زالت تؤثر على المجتمع الذي يعيش فيه الطالب
(حميدة، وآخرون،2000).
مصادر الأحداث الجارية:-
من أهم المصادر التي يمكن للمعلم الرجوع إليها لاختيار ما يناسب المنهاج من أحداث جارية لتحقيق الأهداف التدريسية هي: وسائل الإعلام المختلفة من إذاعة، وتلفاز، وصحف، ومجلات، ورسوم كاريكاتيرية سياسية واجتماعية واقتصادية ومحاضرين ورحلات ميدانية (عبيدات، 1994).
شروط استخدام الاحداث الجارية:
ولا بد للمعلم عند استخدام الأحداث الجارية أن يراعى ما يلي(حميدة، وآخرون ،2000):-
- مستوى التلاميذ وفهمهم.
- موضوع الدرس وأهدافه
- الفروق الفردية بين التلاميذ.
- المادة العلمية من حيث وضوحها وخلوها من المصطلحات الصعبة أو غير المألوفة.
وأن يكون الحدث ذا معنى، وتتوفر وسائل تعليمية كالمجلات والصحف ويكون لدى المعلم القدرة على تناول الموضوع بصورة ملائمة (Jarolimek,1976).  ويجب ان يتصف الحدث الجاري بما يلي(حميدة،وآخرون ، 2000) .
- الصدق، ويعني أن تحتوي المادة المنتقاة حول الحدث ما يدل على صدقها ودقتها بالنسبة للمستوى المحلي والقومي و العالمي وعلى معلم الدراسات الاجتماعية الكفء التأكد من صدق المادة المنتقاة قبل تقديمها للتلاميذالأهمية، ويرتبط بذلك مدى أهمية الحدث على المستويات المحلية والقومية والعالمية، للفرد والمجتمع ويتم اختيار المعلم لمادة الأحداث الجارية والقضايا المعاصرة المرتبطة بتأثيرها على المستويات المختلفة.
- الأثر، ويعني أن يكون لمادة الحدث أثراً ملموساٌ على الأفراد والدول كأن تكون الأحداث متصلة بخلافات عسكرية بين الدول أو كوارث طبيعية أو بشرية أو أوبئة أو ثورات. مما يساعد التلاميذ على متابعة الأحداث وفهم مسبباتها.

- الحداثة، أن تتضمن اكتشافات وتطورات اجتماعية واقتصادية وسياسية وثقافية وعلمية نلمسها في ارض الواقع الارتباط بالمستقبل، إن الغاية من الأحداث الجارية أن تنمي في التلاميذ القدرة على الفهم والنقد والتنبؤ والربط بين المقدمات والنتائج والتطورات المستقبلية محلياً وقومياً وعالمياً.
- الاستمرار، إن يكون الحدث او المادة المنتقاة تعالج قضية عامة ومستمرة وكذلك ترتبط بحادثة او قضية اخرى وبالتالي يتوفر فيها بعد الاستمرارية.
- نوعية المصدر، ويرتبط ذلك بضرورة التأكد من مصادر المعلومات المتصلة بالحدث سواء كانت صادرة عن جهة رسمية موثوق بها أو أحد وكالات الأنباء أو العلماء الثقاة أو الحكومة
- التعدد، ويرتبط بتعدد وجهات النظر التي تتناول مادة الحدث بالتفسير والعرض والمناقشة والمنهجية وبالتالي يتيح للطالب أن يفرق بين الرأي والحقيقة ووجهات النظر والآراء الموضوعية والآراء المفروضة بما يتفق والأهداف التي تسعى لتحقيقها.
- ارتباط مادة الحدث بأهداف تدريس الدراسات الاجتماعية وبالتالي تحقيق أهداف مادة الدرس
وقد حدد الغرض الرئيس لدراسة الأحداث الجارية في برنامج الدراسات الاجتماعية في كندا( Canada) بالأمور التالية:
1- ملاءمة هذه الأحداث للطلبة وربطها بما يجري ومناقشتها بفاعلية مع الطلبة في اغرفة الصفية.
2- إثارة الاهتمام عند الطلبة نحو الأحداث الجارية، والتي تجعل الطلبة في شغف نحو التعليم وان نثير تفكيرهم نحو ما يجري حولهم من احداث.
3- العمل على ربط الأحداث الجارية في منهاج الدراسات الاجتماعية ومناقشتها مع الطلـبة في وقتها وبـدون تأخـير ( Clarke,1992).
أهمية استخدام الأحداث الجارية في تدريس الدراسات الاجتماعية:
ويمكن ان نبرز اهمية استخدام الاحداث الجارية في الدراسات الاجتماعية، والتاريخ بشكلاَ خاص بما يلي:
1- يؤدي استخدام الأحداث الجارية إلى تعديل اتجاهات التلاميذ وتنمية مهاراتهم في الربط بين الحدث الجاري ومكانه وزمانه والظروف المحيطة به وجمع المعلومات من المصادر المختلفة، وأدراك التغيرات والتنبؤ عن المستقبل(حميدة وآخرون ،2000).

2- تساهم الأحداث الجارية في تكوين العقلية العلمية وتكوين الأحكام المستقلة والتمييز بين وجهات النظر وبالتالي تساعد على تنمية التفكير الناقد (حميدة وآخرون ،2000؛ اللقاني،ورضوان، 1982).
3- تساعد على إثارة دافعية الطلبة وبالتالي زيادة التشويق والانتباه لديهم وذلك لارتباط المادة بالمجتمع الذين يعيشون فيه (عبيدات،واخرون، 1993).
4- تنمية القدرة عند الطلبة على اختيار المصادر ذات العلاقة في موضوع دراستهم (عبيدات 1985) وبالتالي تكسب الطلبة معارف متكاملة من المصادر الكثيرة لفهم المشكلات، وتنمية مهارات التفكير العلمي الموضوعي والقراءة والاستماع والمناقشة وتقيمها والوصول إلى النتائج (حميدة، وآخرون ،200).
5- وجهات نظر مختلفة(حميدة،وآخرون ، 2000). وبالتالي القدرة على اتخاذ القرار والتمييز بين الرأي والحقيقة والتنبؤ بما ستكون عليه الأحداث في المستقبل والتمييز بين مصادر المعلومات المختلفة (عبيدات، 1994؛ اللقاني،ورضوان، 1982).
6- يساعد استخدام الأحداث الجارية على تربية الطلبة تربية سياسية سليمة من خلال تنمية الوعي بالمشكلات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وتتبع حقيقة تغير تلك المشكلات على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي وفهم الحلول التي تقترح لتلك المشكلات (حميدة، وآخرون ، 2000؛ سكيل، 1974؛ اللقاني،ورضوان، 1982).
تساهم الأحداث الجارية في جعل مادة الدراسات الاجتماعية ومادة التاريخ بشكل خاص مادة حيه، وكذلك فهي تعدّ جسراً بين قاعة الدرس والمحيط الخارجي، والمعلومات التي يمكن للطلاب استخدامها في الحياة اليومية (Weinberg and White,2000

طرق استخدام الأحداث الجارية في التدريس:
تتعدد طرق استخدام الأحداث الجارية على الرغم من ان هنالك أبحاثا قليلة متوفرة حول اكثر الطرق فاعلية لتدريس الأحداث الجارية، فمن غير المستغرب ان نجد طرقاً مختلفة في مناطق مختلفة لاستخدامها، ويمكن ان نجملها فيما يلي(طنطاوي، وبستان،1976):
1- ربط موضوعات الدراسة ذات الصلة بما يقع من الأحداث الجارية في البيئة واتخاذها وسيلة لإثارة انتباه التلاميذ.
2- دراسة تلك الأحداث في فترة محددة من الحصص أو في حصص كاملة خلال الأسبوع.

3- تكليف بعض التلاميذ بإذاعة بعض المعلومات المتعلقة بالأحداث الجارية في الإذاعة المدرسية.
4- جمع معلومات عن أحداث جارية وعمل مجلة الحائط المدرسي أو أسبوعية (سكيل، 1974).
5- يقوم المعلم بربط الحدث الخارجي موضوع الدرس بطريقة غير مباشرة وذلك خلال سير الدرس دونما تخطيط لذلك من قبل مثل مشاهدة المعلم مع طلابه حادث سير في الطريق، ويكون لهذا الحدث ارتباط مع مادة الدرس، ويتم هذا الربط تسهيلاً للدراسة وتقريب أهداف الدرس إلى أذهان التلاميذ (عبيدات، 1985؛ اللقاني،رضوان،1979)
صعوبات استخدام الأحداث الجارية:
يواجه المعلمون كثيراً من المشكلات عند دراستهم للأحداث الجارية إلا أن هذه الصعوبات والمشكلات التي يواجهونها، ويفترض أن لا تثنيهم عن دراستها وبالرغم من الصيحات التي تنادي بضرورة ربط المدرسة بالمجتمع المحلي، إلا أنها لم تلاقِ قبولاً كبيراً ونذكر هنا بعض المشكلات والصعوبات (عبيدات، 1985). وهي:
1- الخوف من رد الفعل غير المشجع من المدرسة والمجتمع سواء من جانب مدير المدرسة أو من المشرف أو أولياء الأمور على اعتبار أنها خارج المنهج (حميدة،وآخرون ، 2000) هذا من جانب، ومن جانب آخر فإن إحضار جريدة إلى المدرسة مثلاً، وقراءتها في غرفة الصف يعتبر في بعض الأحيان خروجاً عن المنهاج المقرر وقد يعتبر مضيعة للوقت لا مبرر له، وإحضار مذياع إلى غرفة الصف من أجل سماع خطاب معين لرجل سياسي أو حاكم معين، قد يعتبر خروجاً عن أهداف التربية، لأنه يتناول قضايا سياسية ليس للطالب بها حاجة (عبيدات، 1985) وكذلك خوف المعلم من استخدام الأحداث الجارية لاعتقاده أنها تعيق الخطط الزمنية لتنفيذ المنهاج مما يعرضه للمساءلة.
2- الخوف من قلة مصادر الأحداث الجارية التي يمكن أن يستخدمها المعلم في التدريس (حميدة،وآخرون ، 2000) أو قد لا يجد المعلم مصادر تناولت الموضوع بشيء من الإسهاب والتفصيل فيقع في نوع من الإحراج مع طلابه لذلك يجب أن يتمتع بوعي كامل بطبيعة الحدث المعروض وقدرته على إدارة النقاش والعمل بشكل جماعي مع الطلاب في الحصول على المعلومات (عبيدات، 1985).
3- نظام الامتحانات، حيث نجد أن الامتحانات التي يعدها المعلم تهتم بالمستويات الدنيا من التفكير، وبالتالي يجد صعوبة في استخدام الأحداث الجارية. والمعلم الكفء هو القادر على تدريب تلاميذه ونفسه على استخدام الأحداث الجارية في التدريس (حميدة،وآخرون، 2000)
4- قلة الوسائل التعليمية اللازمة للتدريس باستخدام الأحداث الجارية من صور ونشرات وتقارير وخرائط غير الوسائل التقليدية التي يحرص المدرس على توفيرها وبالتالي عجز المدرسة عن الحصول على وسائل حديثة تتماشى مع التطورات في الأحداث مما يشكل عائقاً أمام المعلم في استخدامه لها.
5- فقدان المعلم لمهارة إدارة النقاش داخل غرفة الصف، وخاصة أن الأحداث الجارية تتطلب ذلك، لأن فيها تناقضات كبيرة في آراء التلاميذ، وبحاجة إلى التمييز بينها، وترجيح أحدها على الآخر لذلك يعتبر المعلم أنه يغنى عن هذه النقاشات.(عبيدات 1985؛ حميدة، وآخرون، 2000).
وفي ضوء ما سبق ونظراً لاهمية مادة التاريخ ودورها في المناهج المدرسية ومساهمتها في إعداد المواطن الصالح واهمية تنمية التفكير الناقد كهدف تسعى اليه المناهج ومنها مناهج التاريخ، ونظراً للصعوبات التي يواجهها تدريس التاريخ في المدراس؛ وكذلك الدور المتوقع للاحداث الجاريةفي التقليل من تلك الصعوبات وفي تنمية مهارات التفكير الناقد جاءت هذه الدراسة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق