الخميس، 27 أغسطس 2015

دراسات في تاريخ العرب قبل الإسلام الجزء السابع

الجزء السابع: دولة حضرموت
موقع حضر موت:
تقع حضرموت إلى الشرق من اليمن على ساحل بحر العرب، ويصفها "ياقوت الحموي" بأنها ناحية واسعة في شرق عدن بقرب البحر، وحولها رمال كثيرة تعرف بالأحقاف، وبها قبر هود عليه السلام، وبقربها بئر برهوت، وبها مدينتان يقال لإحداهما "تريم" وللأخرى "شبام"، وعندها قلاع وقرى.
وقد تردد اسم حضرموت في كتابات اليونان والرومان، مع شيء قليل أو كثير من التغيير أو التحري، فهو عند "إيراتوسثينيس" "276-194ق. م" "Chatramotitae"وعند "ثيوفراستوس Hadramyta"وعند "بليني" "Atramitae" وعند بطليموس Adramitae".
وحضرموت عند الأخباريين "ابن يقطان" وتلك في الواقع رواية التوراة حيث نقرأ في التكوين وفي أخبار الأيام الأول أن "يقطان ولد الموارد وشالف وحضرموت ورياح".
وقد وصف صاحب كتاب "الطواف حول البحر الأرتيري" سواحل حضرموت الجنوبية بأنها مناطق موبوءة يتجنبها الناس، ومن ثم فلا يجمع التوابل منها إلا "دخول" ملك حضرموت، وإلا أولئك الذين كتب عليهم القصاص من جريمة ما، وربما كان لذلك صلة بالمعنى العبري للكلمة "دار الموت" والذي نقله مسلمة أهل الكتاب، كما نقلوا غيره إلى المصادر العربية، ومن ثم فقد قيل اسم حضرموت في التوراة "حاضرميت"، وإن قيل كذلك، إنما سميت حضرموت نسبة إلى "حضرموت ابن يقطن بن عابر بن شالح".
على أن "ياقوت الحموي" إنما يقدم لنا تعليلا آخر -توراتيًّا كذلك- يجعل حضرموت اسما لرجل، هو "عامر بن قحطان" وأنه كان إذا حضر حربًا أكثر فيها من القتل، ومن ثم فقد سمي بحضر موت، أو أنها على اسم "حضرموت ابن قحطان" الذي نزل هذا المكان فسمي به، فهو اسم موضع، واسم قبيلة.
وأيًّا ما كان الصواب في هذه التعليلات، فمما لا شك فيه أن هناك دولة قامت في جنوب بلاد العرب تحمل اسم "حضرموت"، وأنها كانت تعاصر معين وقتبان وسبأ، إلا أن العلماء ما يزالون مختلفين على عصر هذه الدولة، فذهب نفر منهم إلى أنها إنما كانت في الفترة "450ق. م-290م"، بينما ذهب فريق آخر إلى أنها إنما كانت في الفترة "450ق. م- القرن الثاني الميلادي". هذا وقد قدمت لنا الاكتشافات الحديثة الكثير من أسماء ملوك حضرموت، وإن كان العلماء لم يتفقوا بعد على ترتيبهم ترتيبًا تاريخيًّا.
وعلى أي حال، فما تزال البعثات العلمية توالي العمل هناك، وآخرها تلك البعثة الأمريكية التي قامت في عام "1961/ 1962" بمسح أثري للوادي، واكتشفت هناك عدة قرى ومواقع أثرية، وأطلال معابد وفخار، فضلا عن 1200 نقش، منها 18 نقشًا ثموديًّا، لعل أهمها نقوش قرية "سنا" حيث يقوم هناك معبد للإله القمر "سين" ونقوش "العقلة" التي تتضمن أسماء ملوك حضرموت وسبأ، وإن كان معظمها قد صوره من قبل "فلبي" وكتب عنه.
وتدلنا النقوش التي تركها الحكام الحضارمة على مدى عنايتهم بالإصلاحات الداخلية، فضلا عن علاقتهم بالدويلات المجاورة، ومن ذلك الكتابة التي تركها لنا "شكم سلحان بن رضوان"، أحد كبار موظفي حكومة حضرموت، ربما في عهد "يشكر إيل يهرعش بن أبيع"، وفيها يتحدث الرجل عن بناء سور وباب وتحصينات لحصن" "قلت"- ويشرف على واد تقطعه الطريق بين مدينة "حجر" وميناء "قنا" -فضلا عن إنشاء جدار وحواجز في ممرات الوادي الرئيسية، وذلك لحماية منطقة حجر من أي غزو أجنبي، ولا سيما غزو الحميريين الذين كانوا يهددون حضرموت، ويتدخلون في شئونها، وأن ذلك العمل قد تم في خلال ثلاثة أشهر تقريبًا، كما أنشأ استحكامات ساحلية لحماية البر من أي هجوم بحري، ومن ثم فقد أقام على ما يبدو حصونًا على لسانين بارزين في البحر لحماية الخليج الذي كان بينهما، كما حصّن المنفذ المؤدي إلى "ابنة" وإلى مدينة "ميفعة" حيث بنى سورًا قويًّا، فضلا عن برجين وباب وأماكن للجنود لاستخدامها إبان الدفاع عن المدينة.
هذا ويرى نفر من الباحثين أن الكتابة التي دونها صاحبنا "شكم شلجان" هذا، إنما هي أقدم كتابة حضرمية وصلت إلينا حتى الآن، وأنها ترجع إلى القرن الخامس أو أوائل القرن الرابع قبل الميلاد.
ويبدو أن حضرموت كانت تعاني في تلك الأيام من هجمات الحميريين المتتالية عليها، ومن ثم فقد لجأت إلى سد الأودية بجدر حصينة قوية، حتى يمكنها التحكم في المرور في الوادي، وبالتالي تستطيع منع الحميريين من غزوها، وكانوا في تلك الفترة يقيمون في جنوب وجنوب شرق لبنة وميفعة، قبل أن يتحولوا إلى الأماكن التي عرفت باسمهم قبيل القرن الثاني ق. م.
ويرى "فون فيسمان" أن حمير قد استولت على ميناء "قنا" "Cana" في أيام الملك "يشكر إيل يهرعش بن أبيع"، وقد كان ميناء قنا هو الميناء الوحيد الصالح للملاحة، ومن ثم فإن حركة الملاحة بين حضرموت من ناحية، والهند وإفريقيا من ناحية أخرى، قد تركزت فيه.
وهناك كتابة عثر عليها "فلبي" "عرفت بفلبي 103" تتحدث عن إنشاء طريق على أيام الملك "علهان بن يرعش" في ممر "Hamtaban" شرقي شبوة، لتسهيل وصول القوافل إلى العاصمة، فضلا عن تسهيل وصول الجيش إلى مقر الملك للدفاع عنه.
وهناك كتابة أخرى "فلبي 82" ترجع إلى أيام الملك "العزيلط" ملك حضرموت دونها شريفان من حمير بعث بهما ملك سبأ وذي ريدان، للمشاركة في الاحتفال بتتويج ملك حضرموت في حصن أنود، وأخرى دونها الملك الحضرمي نفسه، وفيها يقول "العزيلط ملك حضرموت، ابن عم ذخر، سار إلى حصن أنود، ليتلقب بلقبه  ".
وفي الواقع أننا نستطيع أن نستنتج من هذه النصوص عدة نتائج منها:
 "أولًا" أن العلاقات بين حضرموت وسبأ كانت في تلك الأيام ودية، ومن ثم فإننا نرى ملك سبأ يشارك -عن طريق مبعوثيه- في الاحتفال بتتويج الملك الحضرمي، ولكن من ناحية أخرى، ربما كان وجود المبعوثين السبئيين إشارة إلى أن ملك حضرموت، إنما كان يتولى سلطانه برضى من ملك سبأ، بخاصة وأن الكتابة إنما دونها مبعوثا ملك سبأ.
"ثانيًا" أن القوم في حضرموت قد اعتادوا عند تنصيب ملك جديد، أو إضافة لقب جديد إلى ألقاب الملك القديمة، أن يتم ذلك عند حصن "أنود"،وإن كنا لا ندري متى بدأ هذا التقليد، وعلى أي حال، فلقد استمر ذلك حتى القرن الثاني الميلادي، فيما يرى "أولبرايت"، أو بالتحديد إلى عام 200م، فيما يرى "ريكمانز". "ثالثًا" أن هذا المكان ربما كان من الأماكن المقدسة عند القوم، أو على الأقل ذا مكانة خاصة جرت العادة على أن يتوج الملوك فيه.
وهناك نصوص تفيد أن "العزيلط" "وربما كان "العزيلط الثاني" قد استقبل وفودًا من الهند ومن تدمر ومن الآراميين، بل إن الكتابة المعروفة ب"جام919" تتحدث عن مرافقة عشر نساء قرشيات له إلى حصن أنود، مما يدل على أن ملك حضرموت كانت له علاقات ودية -وربما تجارية في الدرجة الأولى- مع الهند وتدمر والآراميين، كما أن ذكر قريش هنا- إن كان المقصود بها قريش المعروفة صاحبة مكة- يعد أقدم ذكر لها في وثيقة مدونة، وإن كنا لا ندري ما هي صفة هؤلاء النسوة القرشيات.
وإنه لمن الأهمية بمكان الإشارة إلى أن نقش "فلبي84" ذي الأهمية الخاصة بالعاصمة "شبوة"، حيث يتحدث فيه صاحبه "يدع إل بين بن رب شمس" بأنه من أحرار يهبأر -أي من صرحاء القبيلة- وأنه قد عمر مدينة شبوة وأقام بها، وبنى معبدها من الحجارة بعد الخراب الذي حل بها، وأنه -احتفالا بهذه المناسبة- قد أمر بتقديم القرابين في حصن أنود، فذبح "35 ثورًا، 82 خروفًا، 25 غزالًا، 8 فهود".
ومن أسف أن الملك الحضرمي لم يحدثنا عن سبب هذه المأساة التي حلت بشبوة، ومن ثم فقد تضاربت آراء الباحثين حوله، فذهب نفر منهم إلى أن ذلك إنما كان لأن سبأ قد استولت عليها، وأن قتالا ضاريًّا قد وقع بين الفريقين، بذل فيه "يدع إل بين" كل ما استطاع حتى لا تقع المدينة في أيدي الغزاة، ومن ثم فقد كان خراب المدينة وتدمير معبد الإله "سين" بها.
وذهب فريق آخر إلى أن "يدع إل بين" كان ثائرًا حضرميًّا ساءه أن تحتل سبأ عاصمة بلاده، ومن ثم فقد كانت الحرب الضروس بين الفريقين، مما أدى إلى خراب المدينة، وإعلان "يعد إل بين" نفسه ملكًا على حضرموت، وذهب رأي ثالث إلى أن الحرب إنما كانت بين الحضارمة أنفسهم، وأن "يدع إل بين" كان ثائرًا على الملك الشرعي في حضرموت -وليس في سبأ- وأن الحرب قد انتهت بزوال الأسرة الملكية السابقة، وتتويج "يدع إل بين" ملكًا على حضرموت، وإن كتب على المدينة أن تلاقي الأمرين في هذه الحرب الأهلية، وأن يدمر معبدها فيها، وأما تاريخ هذا النص فهو القرن الثاني الميلادي، على رأي "أولبرايت"، وبعد عام 200م، على رأي ريكمانز.
على أن "هومل" إنما يرى أن "يدع إل بين" إنما كان آخر ملوك حضرموت، وأن دولته قد دالت حوالي عام300م، وأن السبئيين قد ورثوها على أيام "شمر يهرعش"، غير أن "فلبي" قد اعترض على ذلك، محتجًّا بأنه قد عثر في عام 1936م عند "العقلة" على نقش جاء فيه ذكر هذا الملك، كمؤسس لأسرة ظلت تحكم أجيالا، وكذلك كمؤسس لمدينة "شبوة" التي كانت من المدن المشهورة على أيام "سترابو" "66ق. م -24م" و"بليني" "32-79م"، هذا وقد عثر "هارولد إنجرامز" عام 1939م، على نقش عند أول وادي "عرمة"، ربما يرجع إلى ما قبل تأسيس شبوة -"وإن كان من المحتمل أن يكون لغير هذا الملك رغم تشابه الأسماء" -ومن ثم فإن تاريخ شبوه وقيام هذه الأسرة بحكم حضرموت، إنما يرجع إلى القرن الثاني ق. م، بخاصة وأن الظروف وقت ذاك، كانت تتطلب أسرة حضرمية جديدة، تبادر إلى تأسيس عاصمة جديدة، وتهيمن على طرق مواصلات تجارة البخور، بعد أن بدأت عوامل الضعف تدب في مملكة سبأ منذ القرن الثالث قبل الميلاد.
وأما متى انتهت دولة حضرموت، وكيف أصبحت جزءًا من مملكة سبأ وذي ريدان، فذلك موضع خلاف بين الباحثين، فهناك من يرى أن ذلك إنما كان في عام 290، بينما يرى آخرون أنه كان على أيام "شمر يهرعش"، وبعد عام 300م، وأخيرًا فهناك فريق ثالث يذهب إلى أن سقراط حضرموت، إنما كان في القرن الرابع الميلادي، وقبل احتلال الحبشة الأول للعربية الجنوبية "الذي يرونه فيما بين عامي 335، 370م" بقليل.
أهم مدن حضرموت:
لا ريب في أن "شبوه" العاصمة هي أهم مدن حضرموت، وقد ذكرها الكتاب القدامى من الأغارقة والرومان تحت اسم Sabota Sabotha Sabbatha، وهي "Sabtah" عند "مونتجمري" و"Sawa" عند "هوجارث"، وقد ذكرها الهمداني من بين حصون حضرموت ومحافدها، وذهب "ياقوت" إلى أنها من حصون اليمن في جبل ريمة، وقال "ابن الحائك": شبوه مدينة الحمير، وأحد جبلي "الثلج بها، والثاني لأهل مأرب، هذا وقد خلط بعض المستشرقين بينها وبين "شبام" التي تقع على مقربة من صنعاء.
ويرجع السبق في اكتشاف آثار شبوه إلى "جون فلبي"، والتي من أهمها بقايا المعابد والقصور، فضلا عن بقايا السدود التي كانت مقامة على وادي شبوه لحصر مياه الأمطار، والإفادة منها في إرواء المناطق الخصبة، ولا يزال يشاهد في وادي "أنصاص"، وفي خرائب شبوه، بقايا سدود وقنوات للإفادة من المياه عند الحاجة إليها، على أن شبوه كانت كذلك أرض اللبان والمر، وقد كانا يصدران من ميناء "قنا".
وهناك كذلك مدينة "ميفعة"، العاصمة القديمة لحضرموت، وهي نفسها "Mapharitis" التي أشار إليها صاحب كتاب "الطواف حول البحر الأرتيري" على رأي بعض الباحثين، وهي "Maiph Metropoiis" عند بطليموس الجغرافي "138-165م".
وهناك الكثير من النصوص التي تتحدث عن تحصين "ميفعة" وعن تسويرها بالحجارة وبالصخر المقدد وبالخشب، فضلا عن الأبراج التي أقيمت حول السور لصد الغزاة، ومنها نص يشير إلى أن "هبسل بن شجب" قد بنى سور المدينة وأبوابها، وأنه قد أقام فيها بيوتًا ومعابد، وأن ابنه "صدق يد" قد زاد في أسوراها وأحكم بناءها، على أن الخراب سرعان ما حل بها في القرن الرابع الميلادي، ثم حل مكانها موضع عرف بـ "Sessani Adrumetorum" أي عيزان.
وهناك مدينة "قنا" ميناء حضرموت الرئيسي -حيث كان يجمع اللبان والبخور، ثم يصدر منها برًّا وبحرًا، وأما موقع "قنا" فهو إلى الشرق من "عدن"، وقد ذهب نفر من الباحثين إلى أنه في مكان "حصن الغراب" الحالي، وكان يعرف قديمًا باسم "عرموت"، على أن نقش "Cih7 28" والذي عثر عليه الضابط الإنجليزي "جيمس ولستد" في حصن الغراب عام 1834م -جاء فيه أن "صيد أبرد بن مشن" كان مسئولا عن "بدش" وعن "قنا"، وأن ذلك قد كتب على "عرموية" "عرماوية= حصن ماوية"، فأما "قنا" فهو اسم الميناء المشهور، وأما الحصن الباقي أثره حتى اليوم فهو "حصن ماوية"، وأما "بدش"، "باداش" فما يزال معروفًا حتى اليوم بشيء من التحريف، حيث يعيش قوم رعاة يعرفون باسم "مشايخ باداس"، ومن ثم فحصن غراب هو "عرمويت" وهو حصن مدينة قنا.
وهناك مدينة "مذب" أو مذاب"، وقد اشتهرت بمعبدها المكرس لعبادة إله القمر "سين" وتقع بقاياه اليوم في الموقع المعروف باسم "الحريضة"، وقد قامت ثلاث رحالات أوربيات "ج. كاتون طومسون، أ. جاردنر، ف. شترك" في عام 1937م، برحلة إلى حضرموت، وهناك في وادي عمد، مقابل حريضة، كشفن عن معبد إله القمر "سين"، كما عثرن على عدد من الكتابات تبين أن بعضها سبئية، فضلا عن العثور على بعض القبور والأواني الفخارية والخزفية، التي يظن أنها ترجع إلى القرن السابع أو الخامس قبل الميلاد، إلا أن البعثة لم تتوصل إلى تاريخ بناء المعبد بصورة نهائية، وإن كانت بعض واجهات المعبد تعود إلى الفترة بين أواسط القرن الخامس، وحتى القرن الرابع ق. م، فضلا عن أن بعض أجزاء المعبد، إنما تعود إلى العهد السلوقي، وأخيرًا فإن هناك من يرى أن مدينة "مذاب" ومعبدها، إنما يعودان إلى الفترة ما بين القرن الخامس والثالث قبل الميلاد.

وهناك في حضرموت أماكن قديمة "حضرمية وسبئية"، ينسبها القوم إلى عاد وثمود، فقرية "سنا" يرون أن بها قبر هود عليه السلام، وفي موضع "غيبون" خرائب يظنها القوم من آثار عاد، بينما يرى الأثريون فيها بقايا مدينة حميرية، وعند ملتقى وادي "منوة" بوادي "ثقبة" صخور مهيمنة على الوادي، نقرها أصحابها لتكون مأوى للجنود، تمكنهم من مهاجمة أعدائهم على غرة، وعلى مقربة من "تريم" خرائب قديمة، لعلها في أغلب الظن من آثار معبد قديم، هذا فضلا عن مواقع أثرية أخرى مثل حصن "عر" و"حدبة الغصن" و"المكنون" و"ثوبة" وغيرها، مما يدل على أن حضرموت قد حصنت حدودها، وأقامت عليها الحاميات العسكرية لحماية نفسها من أي طامع فيها، أو ثائر من داخلها، وأن هذه الحصون قد أقيمت في مواقع منيعة على التلال وقمم الجبال والمرتفعات، حتى تستطيع بسهولة الإشراف على السهول ومضايق الأودية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق