الأربعاء، 26 أغسطس 2015

انـتـقـال الــطـب العربـي إلــى الغــرب الجزء الرابع

رحــــــــــــــــــلات الأطـــبـــــــــاء
الجزء الثاني
ثانيـاً – رحلات الأطباء العرب والمسلمين من الشرق إلى المغرب العربي والأندلس :
ويمكن تصنيف هذه الرحلات أيضاً إلى ثلاثة أنواع هـي :
أ- رحلات الأطباء المشرقيين إلى الأندلس :
قلنا فيما سبق بأن الصلة بين الأندلس وبقية مراكز العلم في المشرق والمغرب العربي كانت دائمة فكما حفظت لنا كتب التراجم ذِكراً للعديد من العلماء والأطباء الذين قاموا برحلات إلى الشرق كذلك زخرت بآخرين كانوا يفدون إلى الأندلس للأخذ من علمائها واللقاء بشيوخها في مختلف فروع المعرفة فيما عدا الطب حيث لم نعثر على أي طبيب قام برحلة طلباً للعلم أو السماع من أحد . وكل ما وجدناه كان ذِكراً لطبيبين عالجوا وساهموا في إدخال المعرفة الطبية إليها وهم :
- الوليد المدحجي : دخل الأندلس مع عبد الرحمن ابن معاوية وكان طبيبه ، أخذ عنه ابنه إبراهيم [1] .
- يونس الحراني : ورد من المشرق إلى الأندلس في أيام الأمير محمد بن عبد الرحمن وكانت عنده مجربات حسان في الطب، فاشتهر بقرطبة وحاز الذكر فيها وأدخل الأندلس معجوناً ، كان يبيع السقية بخمسين ديناراً لأوجاع الجوف ، فكسب به مالاً [2].
ب  - رحلات الأطباء المشرقيين إلى المغرب :
- اسحق بن عمران البغدادي (294هـ / 902 م ) :
طبيب مسلم ، ومؤسس الطب بشكل عملي في ديار تونس الأغلبية وشيخ أطبائها جميعاً كان في بدايته من أطباء بغداد وسامراء كانت نهايته على يد آخر أمراء الأغالبة زيادة الله الثالث عرفنا من مؤلفاته ما يزيد على الخمسة عشر كتاباً ، لم يصلنا كاملاً الاّ كتاب المالينخوليا الذي يحوي آراءه وتجاربه في معالجة مرض المالينخوليا [3].
- اسحق ابن سليمان الإسرائيلي أبو يعقوب (حوالي 320هـ/ 932 م) :
من أهل مصر ، وسكن القيروان ، تتلمذ على الطبيب اسحق ابن عمران البغدادي وكان بصيراً بصناعة الطب حاذقاً في العلاج ، وعمّر طويلاً ، من مؤلفاته التي تربو على العشرة كتاب الحميات ، كتاب الأدوية المفردة والأغذية ، كتاب البول [4].
- أبو العباس احمد الأصبهاني ( من أبناء القرن السابع الهجري ) :
طبيب أصبهان الذي قضى آخر حياته الطبية بالمغرب[5]
- داؤد بن عبد الله البغدادي ثم التلمساني :
الطبيب الماهر ، كان ضريراً لقيه ابن القاضي في مصر عام 986 ومعرفته بالطب عظيمة [6]
ج _ رحلات الأطباء المغاربة إلى الأندلس :
إن الارتباط السياسي بين المغرب العربي والأندلس لفترات طويلة من التاريخ كما ذكرنا جعل تواصلاً علمياً بينهما فارتحل عدد من الأطباء المغاربة إلى الأندلس حيث استقر بعضهم ووجد متسعاً وتشجيعاً لمواصلة التأليف وممارسة الطب . وكان أبرز هؤلاء :
- أبو عبد الله الصقلي :
يبدو أن هجرته إلى الأندلس كانت في الفترة ( 337-340هـ 948-951 م) واستمر بقاؤه في بلاط عبد الرحمن الناصر وخليفته الحكم الثاني المستنصر وقد تعاون أبو عبد الله مع غيره من الأطباء في ترجمة كتاب العقاقير لديسقوريدس وكان هذا الطبيب الصقلي يحسن الطب والصيدلة [7].
- عبد الله بن محمد الثقفي السوسي ، أبو محمد (  ت403 هـ / 1013 م) :
طبيب دخل الأندلس وسكن قرطبة ، ولم يذكر أحد من مترجميه مسقط رأسه كان بارعاً في صناعة الطب بصيراً بالحكمة ماهراً في العلاج وكان معاصراً للزهراوي ، قتل في الفتنة الحادثة بقرطبة عام 403هـ وكانت عمره سبعين سنة أو نحوها [8].
- عبد الله بن يوسف بن طلحة الوهراني ،أبو محمد (كان على قيد الحياة عام 429هـ/1037م) 
قدم الأندلس تاجراً ، وكان من الثقات له رواية عن شيوخ أفريقيا ، وكان  نافذاً في الطب والحساب [9].
احمد بن علي الملياني ،أبو العباس ( 715هـ/1315م) ، من أهل مراكش ، صاحب العلامة بفاس ، أخذ بحظ من الطب ، وكان أديباً شاعراً ثائراً ، أقام بتلمسان ثم رحل إلى الأندلس وبها توفي  [10].
- محمد بن يحيى العزفي ، أبو القاسم ( 768هـ /1366م) :
من بيت حسب ورئاسة في مدينة سبته كان رئيساً بها وخلع فانتقل إلى  غرناطة ثم إلى فاس ، وهو أديب شاعر اشتغل بالطب وألف فيه ( كتاب الاكتفاء في طلب الشفاء ) [11].
ثالثاً – رحلات الأطباء العرب والمسلمين إلى بقية أوربا :
على الرغم من عدم ورود ذكر لأطباء كثيرين قاموا برحلات إلى بقية أوربا الاّ أن مجرد العثور على ذكر بعض الأطباء والمترجمين من العربية إلى اللاتينية ممن قاموا برحلات من الأندلس إلى أنحاء مختلفة من أوربا يشير إلى مسار من مسارات انتقال الطب العربي الإسلامي إلى الغرب .
نذكر فيما يلي من عثرنا عليه من هؤلاء :
بطرس الفونسي الإسباني :
اليهودي الذي تنصر فيما بعد ، سافر إلى إنكلترا حاملاً معه علوم الطب العربي الذي نشره هناك وصار طبيباً للملك هنري الأول ، وكان من أوائل نقلة العلوم العربية الفلكية والرياضية والطبية في غضون النصف الأول من القرن الثاني عشر وسار على نهجه الكثيرون [12].
 إبراهيم بن عزرا :
من مدينة طوليدو ( طليطلة ) ، عالم فيلسوف يهودي . زار لندن في سنة 1158 م و1159 م . ودرّس هناك حقبة من الزمن [13].
 قسطنطين الأفريقي ( 1015 أو 1016 – 1087 م ) [14]:
 ولد بقرطاج وفي هذا القرن انتقل سكان قرطاج إلى تونس واختلف المؤرخون في بيان ديانته ، أكان مسلماً أو مسيحياً ،فقد ذهب حسن حسني عبد الوهاب إلى أنه مسيحي ليس في التراثيات العربية ذكر لطبيب بهذا الاسم ، لا في تونس ولا في أي بلد إسلامي ، بينما تذكره المصادر اللاتينية والأوربية بتكرار وتركيز ووضوح على أنه طبيب مسلم من مواطني تونس نزح إلى إيطاليا أول مرة بصفته تاجراً قادماً من صقلية وحل ببلدة ساليرنو وعاد إلى قرطاج واشتغل بالطب ثلاث سنوات وجمع عدة كتب في الطب وسافر ثانية نحو إيطاليا حاملاً الكتب التي فقد بعضها في البحر ، ووصل بما تبقى إلى ساليرنو واعتنق الدين المسيحي ثم حل بدير كسينوا واشتغل بالترجمة وتسمى باسم قسطنطين ولا يذكرون ما هو اسمه قبل تنصره .
على الرغم من شهرة قسطنطين كمترجم الاّ أنه من المرجح أنه لم يشتهر كممارس للطب ، كما أن من المرجح أنه لم يكن يحسن اللغة اللاتينية التي ترجم إليها الكتب العربية ولذلك كان يستعين بتلميذه أو زميله ( أفلانيوس ) ومع ذلك كانت المترجمات على قدر من التفكك والركاكة على أنها كانت بنفس الوقت لامعة وجذابة بين الكتب الأخرى في مدرسة ساليرنو ويؤخذ على قسطنطين انتحاله لنفسه بعض الكتب العربية التي ترجمها ولم يشر لمؤلفيها  لقد زاد عدد مترجمات قسطنطين الأفريقي على ثلاثين كتاباً نقلها جميعاً إلى اللغة اللاتينية ، ونذكر منها :
1- كتاب المالينخوليا لإسحاق بن عمران .
2-  كتب النبض والبول والحميات والأغذية لإسحاق بن سليمان .
3- كتاب زاد المسافر لابن الجزار القيرواني .
4- كتاب الحاوي لأبي بكر الرازي .
5- كتاب كامل الصناعة الطبية لعلي بن العباس المجوسي . 
 بيتر الفونسي :
اليهودي المتنصر الذي هاجر إلى إنكلترا وصار طبيب ملكها هنري الأول (1068-1133م) وهو من أوائل الذين أدخلوا العلوم العربية إلى إنكلترا . [15]
 أسرة طبون :
ولد يهودا بن سول بن طبون في غرناطة سنة 1120 م ، فلما بلغ ثلاثين أو أربعين سنة أقام في لاندول وتوفي في لونيل سنة 1190م وقد أنجز عملاً ضخماً في الترجمة من العربية إلى العبرية وربى على هذا العمل ابنه صامويل بن يهودا بن طبون الذي ولد سنة 1150م في لونيل وعاش مدة طويلة في الأندلس ، وتوفي في مارسيليا حوالي سنة 1230م وكان ابن هذا الأخير موسى بن صمويل بن طبون الذي نبغ في المدة 1240-1283م من أخصب مَن ترجموا من العربية إلى العبرية [16].
ب_ رحلات لأطباء من المشرق العربي إلى بقية أوربا :
لم نعثر على ذكر أحد قام بمثل هذه الرحلات سوى واحد هو ثاذري ( تيودوروس الأنطاكي ) : أحكم اللغة السريانية واللاتينية وشيئاً من علوم الأوائل في أنطاكية ثم هاجر إلى الموصل ، وقرأ على كمال الدين بن يونس مصنفات الفارابي وابن سينا والمجسطي ، ثم عاد إلى أنطاكية ولم يطل المكث بها لما راعه في نفسه من التقصير فعاد مرة ثانية لابن يونس وأنضج ما استهنأ من علمه وانحدر إلى بغداد وأتقن علم الطب ، رحل إلى أرمينيا ثم إلى الإمبراطور فردريك الثاني ملك الفرنج فنال منه أفضالاً وعمل مع العلماء في بلاطه . ثم اشتاق إلى بلاده وأهله ولم يؤذن له فحاول الهرب بسفينة قاصداً عكا ، دفعت الريح السفينة إلى مدينة كان الملك قد أرسى بها فتناول ثاذري السم ومات خجلاً لاوجلاً وكانت وفاته نحو منتصف القرن الرابع . وترجم تيودورس لهذا الإمبراطور كتاب مختصر الحيوان لابن سينا وكتاب نواميس الطبيعة المشتمل على كتاب البول [17].
رابعاً – رحلات الأطباء العرب والمسلمين من صقلية وإليها :
ارتبطت الثقافة الإسلامية في صقلية بهجرة عرب المغرب بعد الفتح ولعب أولئك العرب والمسلمون دوراً كبيراً في نشر الإسلام وثقافته فاتسمت ثقافة صقلية بثقافة القيروان ثم ظهرت المدارس الثقافية الصقلية الأصيلة ، بعد أن تأكدت ذاتية صقلية وأصبحت مركزاً من مراكز الثقافة والعلوم الإسلامية وبرز فيها علماء وفقهاء وأدباء وأطباء أنتجوا فأثروا في الحياة الثقافية ، وساهموا في ازدهار الحركة العلمية والأدبية في المغرب وغيرها من الأقطار العربية وقام بعض من هؤلاء الأطباء برحلات إلى البلاد العربية كما قدم إليها البعض الآخر من البلاد العربية والإسلامية نستعرض فيما يلي من جاء ذكرهم من الأطباء في كتب التراث ممن قاموا بهذه الرحلات :
أبو عبد الله الصقلي :
كانت هجرته إلى الأندلس في الفترة ( 337 – 340 هـ/ 948 – 951 م) واستمر بقاؤه في بلاط عبد الرحمن الناصر وخليفته الحكم الثاني المستنصر  تعاون أبو عبد الله مع غيره من الأطباء في ترجمة كتاب العقاقير لديسقوريدس  من اللغة اليونانية إلى العربية في قرطبة أيام الخليفة عبد الرحمن الناصر . وكان يحسن الطب والصيدلة  واللغتين اليونانية والعربية [18].
محمد بن محمد الشريف الإدريسي ، أبو عبد الله ( 493 – 560 هـ/ 1099 – 1164 م) :
من أهل سبته ودرس في قرطبة وعاش في صقلية ، وهو جغرافي عالمي ذائع الصيت ، كانت له معرفة واسعة بأعيان الأعشاب ،وألف في ذلك كتاباً اسمه (الجامع لشتات النبات) اعتمد عليه ابن البيطار من ضمن ما اعتمده من مصادر في تأليف كتابه (الجامع لمفردات الأدوية والأغذية ) زار مراكش والبرتغال وإسبانيا وجنوب فرنسا وإيطاليا وبلاد اليونان وآسيا الصغرى ويقال إنه زار إنجلترا أيضاً حسب إحدى الروايات غير إنه استقر في صقلية ومات فيها [19].
علي بن إبراهيم الطبيب الصقلي المعروف بابن المعلم :
كان مفسراً للأحلام ، إضافة إلى معرفته باللغة والنحو وحسن الخط ، وتوفي بمصر سنة 532هـ / 1137 م[20].
خامساً – رحلات الأطباء الأوربيين إلى الأندلس والمشرق العربي :
رحلات الأطباء الأوربيين إلى الأندلس :
لقد استمر تواجد المسلمين في الأندلس ثمانية قرون ( 93-897هـ/ 711-1492م) وفي عهد هشام بن عبد الرحمن الداخل ( 172-182هـ/ 788-798 م) جعلت العربية لغة التدريس في جميع المعاهد وفي زمن عبد الرحمن الناصر ( 300-350هـ/ 912-961 م) أصبحت قرطبة عاصمة العلم في أوربا والغرب الإسلامي ، وقد نالت مختلف العلوم نصيبها الوافر من اهتمام الناصر وابنه الحكم الثاني المستنصر بالله ( 350 –366هـ / 961 –976 م) الذي أسس في قرطبة مكتبة علمية حوت ما يقرب من أربعمائة ألف كتاب ، وسهر الحكم بنفسه على حسن الاستفادة من هذه الكتب وعلى توفير البيئة الملائمة للدرس والبحث والتأليف وكان ذلك من بين الأسباب العديدة التي مهدت السبيل للازدهار العلمي الذي عرفته الأندلس منذ القرن الرابع الهجري واستمر بعد ذلك قروناً عديدة .
إن الطفرة التي شهدتها الأندلس في مختلف ميادين العلم لم تؤثر فيها الانقسامات السياسية فيما بعد لأن الأمراء تنافسوا في تنشيط الحركة العلمية وسعوا في جلب العلماء والأطباء وشجعوهم على الإقامة في الحواضر التي يحكمونها . وكان الطب والصيدلة وعلم الأدوية والأغذية والنبات من العلوم التي شملتها رعاية الأمراء بشكل خاص وحظي أصحابها بالتشجيع وأتيح لهم الجو الملائم لمواصلة نشاطهم بالبحث والتأليف والتعليم .
وهكذا أصبح للحضارة العربية الإسلامية في الأندلس بريق خلب ألباب جيرانهم من الأمم اللاتينية الذين لم تمنعهم عداوتهم للمسلمين من القيام برحلات إلى الأندلس لتلقي العلوم والطب من علمائها " فصارت قرطبة ، وطليطلة وإشبيلية هدفاً للأوربيين يأتونها من ساليرنو ، ومونبليه وألمانيا ، وسويسرا ، وإنكلترا ليطلعوا على ما فيها من روائع الحضارة ويتعلموا فيها ، ويحملوا منها ما يمكن حمله إلى بلادهم التي كانت يومئذ تفتقر إلى كل أنواع المعرفة " [21].
 نذكر فيما يلي الشخصيات العلمية الأوربية التي شدت الرحال إلى الأندلس ونهلت من ذلك المعين العلمي الثر وحملت معها عوامل النهضة العلمية بشكل عام والطبية بشكل خاص :
1- " جربرت الأوربالكي ( Gerbert  ) :
 المولود في اوفرني Auvergne حوالي 930 م ، والذي تقلد البابوية باسم سلفستر الثاني ، وتوفي سنة 1003 / ، لقد كان من الأوائل بين أشهر الشخصيات التي قامت برحلة إلى الأندلس وينبغي الاعتراف بأن التأثير الذي تلقاه من العلم العربي كان عميقاً ، على الأخص فيما يتعلق بالرياضيات . والراجح أنه أول عالم  مسيحي عرّف أوربة بالأرقام العربية " [22].
    ويقول عنه رينو " كان أحد الوافدين إلى قرطبة ودرس في جامعاتها واهتم بدراسة العلوم الطبيعية والرياضية وبرع بها حتى خيل لعامة فرنسة إذ ذاك أنه ساحر "[23] . وهناك من يقول ومنهم مان أنه لم يذهب إلى قرطبة وإنما تابع تعليمه في برشلونة عن كتب ترجمت من العربية . ومهما يكن فان الكل متفق على أنه تلميذ الثقافة العربية الإسلامية وإنه أول من أدخل التعليم الدنيوي ودافع عنه على أسس تقدمية والذي كان حافزاً لحركة الأطباء بين الرهبان الذين انفصلوا شيئاً فشيئاً عن التقاليد الكنسية .
2- ادلارد من مدينة باث [24] Adelard  of  Bath 
لا نعرف تاريخ ولادته وربما كان سنة 1070 م . وكان إنكليزياً بحسب الأصل وأقام عهداً من شبابه في نورمانديا , ولما شرع في الرحلة في المدة 1104 – 1107 م مرّ من ساليرنو وأقام مدة في صقلية ثم رحل إلى المشرق . فنجده في طرطوس على مقربة من أنطاكية ، حيث كان يتناقش في التشريح الفني ، وفي مانسيتر ، وأقام بعد ذلك في بيت المقدس .وبعد سبع سنين دخل مدينة ليون Leon  الفرنسية . ثم اشتغل معلماً للأمير هنري الذي أصبح فيما بعد الملك هنري الثاني ملك إنكلترا.
ترجم عدداً من المؤلفات العربية في علم الفلك والعلوم الرياضية وبذلك وسع نمو هذه العلوم في أوربا ، الاّ أن أهم وأطرف ما ألفه اديلارد كتاب سماه (( المسائل الطبيعية )) وجعله بشكل حوار بين المؤلف الذي درس عند العرب وابن أخيه الذي كان يدرس في الجامعات الفرنسية وهذا الحوار مقارنة بين الطريقتين العربية والفرنسية يؤكد اديلارد فيه دائماً على تفوق الطريقة العربية فيقول في المقدمة " سأدافع عن وجهة نظر العرب لا وجهتي " ونقتطف بعضاً من أقواله ، يقول :
" لقد تعلمت من أساتذتي العرب شيئاً وعلمت أنت شيئاً آخر فأما أنت فقد أدهشتك المظاهر الخارجية للآراء التي تلقنتها وجعلتها لجاماً لك إن استسلامكم الأعمى لآراء المؤلفين يقودكم إلى الخط لقد أعطي البشر العقل كيما يكون أداة تمييز بين الصحيح والخاطئ فعلينا أن نبحث أولاً عن العقل فإذا وجدنا حكمة تطابق ما تلقن من علوم فإن ذلك يمكننا أن نقبل بها "[25]
3 _ روبرت الكيتوني Robert  of  Ketton :
كان إنكليزياً ومن بين المترجمين في معهد طليطلة [26].
4- روبرت اوف تشستر ( 1141 – 1150 م) Robert  of  Chester :
كان من بين المترجمين الأوربيين إلى اللاتينية ، قام بترجمة العديد من الكتب وكانت ترجمته لرسالة خالد بن يزيد في الكيمياء من أوائل الترجمات التي دخلت العالم اللاتيني .
5– هرمن دالماتس Hermaunus  Dalmatus[27] :
من المترجمين الأوربيين ( من دالماس في غرب يوغسلافيا الآن ) إلى اللاتينية في القرن الثاني عشر ، قام بترجمة العديد من كتب الرياضيات والفلك .
6 – دانيل أُف مورلي [28]Daniel  of morley :
من الإنكليز القائمين على الترجمة إلى اللاتينية في القرن الثاني عشر . ذهب إلى الأندلس وعاد بمجموعة كبيرة من الكتب .
7 – جيراردو دي كريمونا [29] :
 المولود في إيطاليا ( كريمونا ) حوالي 1114 م والمتوفى في طليطلة سنة 1187 /. كان خصب الإنتاج وهو يعد بحق أشهر المترجمين من العربية . قصد مركز الترجمة في طليطلة وفيها تعلم العربية على نصراني عربي من مواطني المدينة اسمه ابن غالب . ترجم المجسطي من صيغته العربية إلى اللاتينية وكان عمره يناهز الستين . ومع ذلك استمر يترجم بلا كلل حتى آخر عمره ، فكانت حصيلة أعماله تربو على الثمانين كتاباً مترجماً التي لولا بعضها لاختفت معارف عربية كثيرة ومهمة بسبب ضياع أصولها الأولى بعد انسحاب العرب من إسبانيا . فيما يلي بعض ما ترجمه جيراد من الكتب العربية :
-       أكثر كتب ابقراط وجالينوس بترجمة حنين بن اسحق وتلاميذه .
-       اكثر كتب اسحق بن سليمان الإسرائيلي وعريب بن سعد .
-       الأجزاء الجراحية من كتاب المنصوري للرازي .
-       الثلاثة أجزاء الجراحية من كتاب التصريف للزهراوي .
-       الفصلين الرابع والخامس من الكتاب الرابع قانون ابن سينا .
-       كتاب معرفة قوى الأدوية المركبة للكندي .
-       نوادر الطب أو الفصول الحكمية لابن ماسويه .
-       الأدوية المفردة لابن وافد الأندلسي ( طبع مع تقويم الصحة لابن بطلان – ستراسبورك 1531 م .
-       شروح ابن رضوان المصري على جالينوس .
-       بعضاً من كتب الفارابي ، ثابت بن قرة ، وابن الهيثم .
-       كتاب الكناش الصغير ليوحنا ابن سرافيون ،( طبع في  البندقية 1497 م ) .
8- رايمون ريفونا :
إيطالي الأصل ، استوطن مرسيه ثم انتقل إلى طليطلة . وفي هذه المدينة ترجم كتاب مسائل حنين بن اسحق بعنوان مسائل طبية .  
9 - الفريد السارشيلي ( حوالي 1200 م ) :
إنكليزي عاش في إسبانيا واشتغل فيها وترجم من العربية كتاب النبات لارسطو الذي كان قد ترجمه إلى العربية حنين ابن اسحق،وكذلك ترجم القسم الكيميائي من الشفاء لابن سينا(يشارإليه عادة باسم المعادن ) [30] .
10 – ميخائيل سكوت Michael  Scoat :
الإنكليزي ، كان في أول أمره في الأندلس (في طليطلة 1217 م ) وترجم تاريخ الحيوان من العربية في عشرة أجزاء وكتباً كثيرة أخرى في الفلك والفلسفة وفي سنة 1220 م كان في بولونيا ، ودخل في خدمة فردريك الثاني سنوات عديدة مترجماً محترفاً وفيلسوفاً تجريبياً ، وتوفي في صقلية بعد سنة 1232 م ، ويشتمل عصره الصقلي على تراجم ومؤلفات أصيلة في الحيوان والتنجيم والكتاب الطبي الفريد له كان كتاب في البول .
11 – جروست الإنكليزي ( المتوفى في سنة 1253 م ) :
كان عالماً رياضياً وفلكياً ، وعالم طبيعة وفيلسوفاً ، وأول مدير لجامعة اوكسفورد ، بدأ دراسته في اوكسفورد ، وكانت المترجمات عن العربية قد وصلت إلى إنكلترا في هذا الوقت ، ولاشك اطلع عليها . وحرص على أن يذهب إلى إسبانيا بحثاً عن تراجم أخرى استفاد منها في مؤلفاته ، فنجد في كتاباته الفلكية أثراً كبيراً لثابت بن قرة ، كما أنه استقى معلوماته في البصريات عن ابن الهيثم [31]. وكان معلماً لسنت توماس وروجر بيكون ، وكان له أيضاً تأثيراً كبيراً في البرت الكبير [32] .
12 – هرمان الألماني Hermanus  Alemanus :
الذي كان في طليطلة سنة 1240 م في استورجة ،وترك ترجمات لابن رشد والفارابي [33] .
13 – ارنولد فلانوفا Arnold  of Villanova  ( 1235 – 1312 م)
إسباني الأصل من فالانسيا من الأساتذة الذين خدموا في جامعة مونبليه . وقد ساح طلباً للعلوم العربية . وعاصر أواخر عمره فرج بن سالم وزامله في بلاط باليرمو في صقلية .
ويعتبر أخصب المؤلفين إنتاجاً بالنسبة لزمانه وأكثرهم تأثراً بالآراء الطبية العربية ويعتبر شرحه ( للنظام الصحي الساليرني) أحسن شرح لتلك القصيدة [34].
كان يعرف العربية والعبرية واليونانية واللاتينية . ومن ترجماته أقسام من كتب ابن سينا والكندي وابن زهر ، ومن ترجماته من العربية إلى اللاتينية ، الرعشة والنافض والاختلاج والتشنج لجالينوس من نسخة حبيش ابن الحسن ، ورسالة في معرفة الأدوية المركبة للكندي ، ورسالة في السهر لقسطا بن لوقا ، وقوى القلب لابن سينا ، وكتاب الأدوية المفردة لأبي الصلت أمية بن عبد العزيز[35] .
14 – سانجة Sanche :
ملك ليون واستور الملقب بالسمين ، يقال أنه تعلم الطب على علماء قرطبة [36] .
ب – رحلات الأطباء الأوربيين إلى المشرق العربي :
لقد قام الأوربيون في فترات مختلفة برحلات إلى المشرق العربي للبحث عن المعرفة ومع أن تاريخ هذه الرحلات لم يتم دراسته بشكل موسع بعد ، غير أن من النزر الذي نعرفه من أخبار عدد منهم نذكرهم فيما يلي : 
اسطيفان البيزاوي ( الأنطاكي ) :
الذي ولد في بيزا وأقام في سوريا في حدود سنة 1127 م ونال ثقافته في ساليرنو وصقلية ثم رحل إلى أنطاكية " [37] .
" وقد اشتهر بسبب ترجمته الجديدة تماماً والأقرب كثيراً إلى النص الأصلي من ترجمة قسطنطين الأفريقي ، للكتاب الملكي (كامل الصناعة الطبية) لعلي بن العباس المجوسي ، وقد أضاف إليها كشافاً يونانياً ، عربياً ، لاتينياً ، للمصطلحات الفتية التي استعملها ديسقوريدس والراجح أيضاً أن استيفان هذاهو مؤلف كتابDemodo Medendi   [38]  .
اندرياس الباكوس  :
دفعه تقديره للعلوم الإسلامية أن يرحل إلى الشرق ، وأن يقيم في دمشق ثلاثين عاماً ، اشتغل فيها طبيباً ، ثم عاد إلى بادوا سنة 1515 م وترجم كتباً كثيرة من العربية إلى اللاتينية . ومن جملتها كتاب ابن النفيس المشهور( شرح القسم الخاص لقانون ابن سينا ) الذي انتحله مايكل سرفيتس [39]والمطبوع سنة 1527 م
 ليوناردو دافنشي :
الذي ولد في بيزا عام ( 1180م ) وخلال عمله في التجارة في(بجاية) في الجزائر تعلم الحساب وزار طوروس وسبته وتونس وتردد على مكتبات الإسكندرية ودمشق وناقش كبار العلماء في القاهرة ودرس كل ما حوته مخطوطات كبار الرياضيين والإغريق والهنود والغرب فنبغ في ذلك وبعد أن عاد إلى إيطاليا تنبه إليه القيصر فردريك الثاني وضمه إلى خلصائه من العلماء فهناك ألف الكتب وعلم الغربيين الأرقام العربية والصفر العربي [40].
ماركو بولو : صاحب الرحلة السياحية المشهورة التي كان من بين أهدافها تلقي العلوم.




[1] -بنعبد الله ، الطب والأطباء بالمغرب ص 10 .
[2] - ابن جلجل ، طبقات الأطباء والحكماء ص 94 ، ابن أبي اصيبعة ، عيون الأنباء ج3 ص 66 –67 .
[3] - محمد ، د. محمود الحاج قاسم – الطب عند العرب والمسلمين ص 74 – 75 .
[4] - ابن أبي أصيبعة ، عيون الأنباء ج3 ص 58 – 59 .
[5] - بنعبد الله ، الطب والأطباء بالمغرب ص 45 .
[6] - بنعبد الله ، الطب والأطباء بالمغرب ص 59 ( نقلاً عن درة المحال ص 143 ).
[7] - الدوري ، د. تقي الدين عارف – صقلية علاقتها بدول البحر المتوسط الإسلامية ص 229 .
[8] - الخطابي ، المصدر السابق ج1 ص 48-49 ( نقلاً عن التكملة لابن الأبار 2 / 912 ).
[9] - الخطابي ، المصدر السابق ج1 ص 49 ( نقلاً عن الصلة 1/298).
[10] - الخطابي ، المصدر السابق ج1 ص71 ( نقلاً عن الإحاطة 1/284-286) .
[11] - الخطابي ، المصدر السابق ج1 ص 77 ( نقلاً عن الإحاطة 3/11-17) .
[12] - نصري ، عبد الهادي – دور الأندلس في انتشار العلوم العربية إلى أوربا – من أبحاث الندوة العالمية  الرابعة لتاريخ العلوم عند العرب – كتاب أبحاث الندوة ج2 ص 291 .
[13] - لويس ، د. برنارد – تاريخ اهتمام الإنكليز بالعلوم العربية ص 4 .
[14] - اقرأ عنه ابن ميلاد ، الحكيم احمد – الطب العربي التونسي ص 82 – 90 ، السامرائي ، مختصر تاريخ  الطب ج1 ص 647 –649 ، ج2 ص 219 – 221 .
[15] - السامرائي ، د. كمال – مختصر تاريخ الطب – ج2 ص 226 .
[16] - الدوميلي ، العلم عند العرب ص 465 .
[17] - عيسى ، د. احمد عيسى – معجم الأطباء ص 265 – 266 .
[18] - الدوري ، تقي الدين عارف – صقلية علاقتها بدول البحر المتوسط الإسلامية ص 253 . نقلاً عن السلفي– أخبار بعض من مسلمي صقلية ص 89 .
[19] - الخطابي ، الطب والأطباء في الأندلس الإسلامية ج2 ص 59 ( نقلاً عن دائرة المعارف الإسلامية                 1 /547 – 549  ).
[20] - القفطي ، أنباه الرواة ج2 ص 220 –221 .
[21] - السامرائي ، مختصر تاريخ الطب ج2 ص 402 / نقلاً عن ( Campll- Arab  Medicine   1/ 107 ).
[22] - الدوميلي ، العلم عند العرب وأثره في تطور العلم العالمي ص 454 – 455 .
[23] - رينو ، جوزيف – تاريخ غزوات العرب في فرنسة وسويسرة وجزائر البحر المتوسط ص 296 .
[24] - اقرأ عنه الدوميلي ص 438 – 440 ، برنارد لويس ص 4 – 5 .
[25] - بوردينك ، التقاليد الجامعية وأثر العرب في تكوينها – مقال ترجمة د. احمد صالح العلي – مجلة المعلم الجديد ، الجزء الثالث ، السنة 13 ، 1950 ، ص 67 – 68 .
[26] - يونغ ، لويس – العرب وأوربا ، ترجمة ميشيل أزرق ، ص 120 .
[27] -الدوميلي ، ص 457 .
[28] -الدوميلي ، ص 457 .
[29] - اقرأ عنه الدوميلي ص 458 ، السامرائي ، مختصر تاريخ الطب ج2 ص229 .
[30] - مايرز ، الفكر العربي والعالم الغربي ص 112 .
[31] - مظهر ، جلال – حضارة الإسلام ص 527 – 528 .
[32] - مايرز ، الفكر العربي والعالم الغربي ص 115 .
[33] - الدوميلي ص 451 . 
[34] - السامرائي ، مختصر تاريخ الطب ج2 ص 213 .
[35] - مايرز ، ص 117 .
[36] - كرد علي ، محمد – أثر المستعربين من علماء المشرقيات في الحضارة العربية ، مقال مجلة المجمع العلمي العربي – دمشق ج10 ، م7 ،1927 .
[37] - العلوجي ، الطب العراقي ص 528 .
[38] - الدوميلي ، ص 440 – 441 .
[39] - سيزكين ، ص 22 .
[40] - محمد ، د. محمود الحاج قاسم – الطب عند العرب تاريخ ومساهمات ص 392 . 

هناك تعليق واحد: