الاثنين، 17 أغسطس 2015

تاريخ العلم:History of science .

 تاريخ العلم:History of science .
لقد تطور العلم من البداية المبكرة للإنسانية لإكتشاف الكون والتعراف عليه إلي ماهو عليه الآن من إنجازات ضخمة وهذا مالم يصنعه كائن آخر فوق الأرض واستطاعالإنسان بعقله لإستغناء عن القوة الحيوانية واستعاض عنها بقوة أكبر وهي القوة الحركية (الآلية) فاخترع الآلة لتغنيه عن استخدام قوة البشر كما كان مع العبيد أوتسخير الحيوانات ليدخر قواها في تربيتها وسد حاجته للحومها وبدأت الزراعة منذ 10 آلاف سنة فلقد بدأ الإنسان يزرع ويحصد وبربي الدواجن ويرعي الحيوانات وهذا مايتضح في آثار أريحا  وتيهواكان بوادي المكسيك فالعلم شكل طريقه لفهم الكون من حولنا .لهذا أصبح العلم فروعا بحثية ومعرفية كنعددة المجالات يتناول كل شيء في حياتنا أو حولنا . وأصبحت المعرفة واقعا نجربه أو نرشده من خلال المنطق العقلي والمفهوم العلمي وليس حسب ما نظن أو نعتقد فتحلل العلم من الحدسية الإفتراضية إلي ملموسات ومن التبريرية إلي إكتشافات من خلال الممارسة ومن خلال الخطأ والثواب فتولدت التجارب واكتشفت قوانين الكون والحياة في الوعاء الحضاري للإنسانية واختص بها الإنسان نفسه لايشاركه فيها شركاؤه الأحياء فوق كوكبه فالمعرفة التي إكتسبتها البشرية في العلوم تتراكم كلما مضي بنا الزمن وتضاف إليها معارف جديدة . فالإمسان رغم ما بلغه من علم إلا أنه مازال يلهث بلا نهاية ليكتشف الكون والحياة . فبينما نجده توصل لمعرفة الأعداد منذ الحضاراات القديمة نجده منذ نصف قرن قد إكتشف الجينات المسببة للسرطان والكواركات التي تعتبر أقل وحدة بنائية للمادة .فهي أصغر بكثير من الذرة والبروتونات . فمن ثم في كل مجالات العلم سواء قديما أو حديثا يتبع نفس النظام الهدفي أو المنهج العلمي ليضاف الجديد لما هو موجود وقد بتوجه التنبؤ العلمي ليصف أشياء أو يتوقع أحداثا لم تقع بعد . كما يتوقع الفلكيون ظاهرة الخسوف والكسوف أو كما توقع الكيميائي الروسي مندليف عام 1869في جدوله الدوري لترتيب العناصر فوصف فيه الخواص الكيميائية واالطبعبة لعناصر لم تكتشف بعد وطوال ترة طويلة من التاريخ لم يكن للعلم تأثير كبير علي البشر لأن المعلومات كانت تجمع لغرض المعرفة وكان للعلم تطبيقات عملية محدودة ولم يكن له تأثير موسع علي حياتهم أو معيشتهم, حتي مجيء الثورة الصناعية في القرن 18. أو كما هو حادث الآن .فلقد دخلت التكنولوجيا المعاصرة حياتنا واصبحت جزء اساسيا لانستغي عنه في حياتنا من خلال تكنولوجيات متعددة حتي الطعام خضع لآلياتها واكتشف الإنسان الميكروسكوبات وأطلع من خلالها علي عالم الميكروبات والخلايا الحية ومكوناتها من الجينات بتقنبة متطورة من الميكروسكوبات الإلكترنية والمواد  واكتشف التلسكوبات ولاسيما التلسكوبات العملاقة فتوغل من خلالها لأعماق الكون واكتشف ما لم بره بشر من قبل من مجرات عملاقة وبلايين النجوم واستطاع من خلال تقنياته المتطور إرسال مركبات ومسابر فضائية جهزت بأحدث ماتوصل إليه العلم الحديث وتطورت أساليب المواصلات من عربات يجرها الخيول إلي طائرات أسرع من الصوت تطوي المسافات طيا.وقضي علي الأوبئة التي كانت تحصده بالملايين من خلال الطعوم والأمصال اتوقيها أو من خلال الأدوية والشرايين والكلي الصناعية والإنسولين وأدوية السكر مما أطال أعمار البشر فالعلم في تنام لايعرف مداه وأصبحت عصوره قد قصرت من قرون إلي عقود .ومن عقود إلي سنوات . فكل عدة قرون كنا ندخل عصرا كالعصر الحجري والحديدي والبرونزي و النحاسي . وتقلصت العصور فدخلنا في الثورة الصناعية منذ القرن 18 عصر البخار والكهرباء والميكنة حتي جاء القرن العشرون فدخلنا فيه عدة عصور متلاحقة ومتتابعة حيث شهدنا فيه الإنفجار العلمي والحضاري مما غير وجه الحياة فوق الأرض في كل المجالات .ووصل في نصفه الثاني الإنسان للقمر وتجاوز فيه إسار جوه المحيط بالأرض لينطلق في عصر الفضاء لأول مرة قي تارسخ البشرية وعلي صعيد آخردخلنا عصر الإستنساخ بما له وعليه ولوث الإنسان بيئته حيث مشربه ومأكله وهوائه  وأصبح يعاني من آثار هذه الملوثات القاتلة التي طالت البحر والبر والهواء مما جعل كوكبنا كوكبا عليلا فحاليا نحن نعيش في عصر الحضارة الشطرنجية ولن نعود عود علي بدء للطبيعة العذراء أو لعصر الإنسان الأول إلا لو دمرنا كوكبنا.فالعلم موجود لأن البشر لديهم ميل طبيعي وفضول للمعرفة وقدرة علي تنظيم الأشياء وتسجيلها.والسمة الفضولية تظهرها أيضا الحيوانات الأخري. لكن الإنسان يتميز عنها بمهارة التنظيم والتسجيل لما هو كائن وهذا الفضول قد ظهر لدي إنسان عصر ماقبل التاريخ فلقد سجل المعلومات بطريقة بدائية حيث رسم فوق جدران الكهوف ونقش الأغداد فوق العظام والصخور  وكان قد سجل الأشكال العددية بعمل عقد من حبال الجلد . وبإختراعه الكتابة منذ 6000 سنة ظهرت ظهر نظام مرن من تسجيل المعرفة التسجيلية  وكان الكتاب الأوائل الذين عاشوا في بلاد مابين الرافدين بالعراق. فنقشوا فوق ألواح الصلصال (الطين) برموز تطورت إلي اللغة المسمارية  . ولأن الصلصال يعيش طويلا .فما زال الكثير من هذه المخطوطات الطينية موجودا حاليا .وعرفنا من خلال هذه المخطوطات الطينية أن أهل بلاد مابين الرافدين كانوا علي علم بمباديء الحساب والفلك والكيمياء . وكانوا يشخصون الأمراض العامة من أعراضها. وأثناء 200 سنة بعد هذا التاريخ تطورت لديهم الرياضيات والعلوم. وفي سنة 1000ق.م. أصبحت المعارف متراكمة وظهرت المكتبات الخاصة وفي مصر القديمة كان المصريون قد طوروا شكلا من الكتابة التصويرية فمنذ سنة 1500 ق. م. ظهرت الكتابة فوق الصخور وورق البردي حيث ظهرت النصوص المدونة ببراعة مذهلة التي أظهرت عظمة حضارتهم ولاسيما في الطب والفلك والرياضيات والتناظر في بناء الأهرامات وغيرها من البنايات الضخمة التي مازالت قائمة حتي الآن وفي مصرالقديمة وبلاد الرافدين كانت المعارف قد دونت للحاجة العملية لها. فالرصد الفلكي أدي لظهور التقويم  لتنظيم مواسم الزراعة والحصاد وبلاد اليونان كانت مهد الحضارة الغربية . وكانت حضارتهم نظرية ومنقولة عن حضارات قدماء المصريين وبلاد الرافدين حيث جاب فلاسفتهم بالعالم القديم ليطلعوا علي علومه وحضاراته والنظر إلي طبيعة مادة الأرض . وسمة الحضارة الإغريقية الفلسفة التأملية فيما وراء الطبيعة (ميتافزيقيا) والفليسوف الإغريقي طاليس Thales وتابعوه قالوا أن الأرض قرص يطفو فوق الماء وتدور في دائرة ولاتدور حول الشمس ولكن تدور حول كرة نار مركزية . وهي مركز الكون . وقال بعده الفليسوف الإغريقي فيثاغورث Pythagoras أن الأرض كروية. ومنذ 2000سنة قال القليسوف الإغريقي لوسيباس Leucippus وتلميذه ديموقريطيس Democritus قالا أن كل المواد مصنوعة من ذرات لاتنقسم . واتبع فلاسفة الإغريق أسلوب العقلانية في التفكير والسببية المنطقية لتعليل وتفسير كل شيء.وبعد قرنين من وفاة الفليسوف الإغريقي أرسطو عام 322ٌق.م. تم تطور في مجال الأعداد حيث قام العالم الإغريقي إيراتوستينيس Eratosthenes بقياس محيط الأرض بما لاتخطيء حساباته عن قياسها حاليا سوي في1% .ووضع الرياضي الإغريقي أرشميدس Archimedes أسس الميكانيكا وكان من رواد علم ميكانيكا السوائل Fluid Mechanics وعلم الهيدروستاتيكا Hydrostatics حيث إهتم بدراسة السوائل في حالة السكون واسس العالم الإغريقي ثيوفراستس Theophrastus علم النبات واهتم فيه بوصف النباتات وأنواعها وفحص عملية الإنبات بالبذور. ولما تصاعدت قوة الرومان  بالقرن الأول ٌق.م. ولم يكونوا مهتمين كثيرا بالعوم الأساسية . لكن في الإسكندرية , قام الفلكي المصري بطليموس بوضع خريطة للسماء وقع عليها مواقع الكواكب والنجوم المعروفة وقتها . ووضع الأرض كمركز للكون . ووضع الطبيب جالينوس Galen أبحاثه في التشريح ووظائف الأعضاء (فسيولوجيا ) . وبصفة عامة لم تتقدم العلوم في الإمبراطورية الرومانية  وأفلت المدارس الإغريقة وأغلقت عام 529م بسبب إنتشار المسيحية التي فرضتها روما علي معظم بلدان العالم القديم التابعة لها في مصر واليونان وآسيا الصغري والشام وأجزاء من جنوب أوروبا ومنذ عام 500م. ولمدة تسعة قرون حتي عام 1400م. ظهرت خلالها الحضارتان الإسلامية والصينية. وخلال هذه الفترة لم يكن غرب أوروبا يهتم بالفكر العلمي ولجأ للخيال والخرافات العلمية وكيفية تحويل المعادن الخسيسة للذهب وهذا ماعرف بعلم السيمياء Alchemy. بينما ظهر تقدم الحضارتين الإسلامية بالعالم الإسلامي المترامي والصينية كحضارتين متفردتين ومنعزلتين عن الغرب. فالصينيون القدماء حولوا الإكتشافات إلي نهايات عملية .من التنظير للتجريب والإختراغ عكس الإغريق . فلقد إخترعوا البوصلة عام 270 م. والطباعة بحفر الخشب حوالي سنة 700م. واخترعوا البارود سنة 1000م. وبرعوا في الفلك فرصدوا مستعرا أعظم (إنفجار نجم ) بسديم العقرب سنة 1054م. كما برعوا في الرياضيات وتوصلوا لقيمة piسنة 600 م.وفي الضيم رسموا أقدم خريطة للنجوم عام 940 م. وفي العالم الإسلامي حيث إنتشرت الحضارة الإسلامية حتي بلغت أسبانيا بالعصور الوسطي حيث كانت إنجازاتهم الكبري  فنجد من الرياضيين العرب محمد الخوارزمي الذي أدخل الأعداد العربية لأوربا بما فيها الصفر. ووضع علم الجبر والمقابلة وظل إسمه يطلق علي اللوغاريثمات (الخوارزميات ) والتي مفاهيمها تطبق علي الكومبيوتر حاليا . وفي الفلك نجد العرب قد رصدوا النجوم الساطعة ووضعوها علي الخرائط الفلكية وأطلقوا عليها الأسماء العربية التي مازالت تستعمل ختي اليوم كنجوم الدبران والطاسر والدنيب . وفي الكيمياء إخترعوا طرقا لصنع الفلزات من المعادن واختبروا جودة ونقاوة المعادن . وأطلقوا مصطلحات منها كلمة الكيمياء alchemy والقلوي alkali . وطوروا في الفيزياء ومن أشهر الفيزيائيين العرب ابن الهيثم وهو مصري الذي نشر كتاب المناظر في البصريات والعدسات والمرايا وغيرهما من الأجهزة التي تستخدم في البصريات . ورفض فكرة إنبعاث الضوء من العين ولكنه أقر بأن العين تبصره عندما يقع أشعة الضوء من الوسط الخارجي عليها وهذا مانعرفه حاليا . ويعزي المؤرخون الأوربيون لعودة ميلاد العلم لسقوط القسطنطينية عاصمة الإمبراطورية البيزنطية التي كانت وقتها موئل للعلم والعلماء الإغريق عام 1453م علي يد محمد الفاتح  فخرجوا من القسطنطسنية لأوربا بعدما ترجم التراث العربي للغات الأوربية ولاسيما بعد إختراع جوهانزبرج الطباعة . فطبعت النسخ من هذا التراث وشاعت العلوم العربية وأمكن الحصول عليها هناك بسهولة ويسر.وبعد ظهور وباء الطاعون (الموت الأسود) سنة 1347م تأخر التقدم العلمي في أوروبا زهاء قرنين حتي سنة 1543م. عندما نشر كتاب العالم البلجيكي أندرياس فازليس بعنوان ( في تركيب الجسم البشري )De Corporis Humani Fabrica حيث صحح فيه أفكار جالينوس منذ 1300 سنة عن تشريح جسم الإنسان ولاسيما وأن علماء المسلمين كانوا يحرمون إنتهاك حرمة الميت والعبث بجسده والكتاب الثاني في هذه السنة عام 1543 وكان له دلالة كبري كان بعنوان (في ثورات الكرات السماوية ) ( De Revolutionibus Orbium Coelestium) للفلكي البولندي نيكولاس كوبرنيكس حيث رفض فيه فكرة الأرض مركز الكون كما وضعها بطليموس في القرن الأول ق.م. في كتابه( المجسطي) والذي ترجمه العرب . كما بين كوبرنيكس – أيضا- أن الأرض والكواكب الأخري تدور حول الشمس . ومنعت الكنيسة الكاثوليكية كتابه من التداول لمدة قرنين . لكنه ظل معتقدا أن مدار الأرض كرويا وليس بيضاويا اكن أفكاره كانت تتعارض مع الكنيسة التي كفرته رغم صحة ماقاله. لكن في العقد الأول من القرن 17 ثبت صحة كوبرنيكس ولاسيما بعد إختراع التلسكوب حيث إستخدمه جاليليو حيث كان أول شخص رأي أقمارا تدور حول كوكب المشتري ورأي وجه القمر ورسمه بالتفصيل كما رأي كوكب الزهرة يتضاءل وهو يدور حول الشمس . واتهم جاليليو وكوبرنيكس اللذان صححا كثيرا من المفاهيم الفلكية بالهرطة و وهذا ماجعل جاليليو يتراجع عن أفكاره . ورغم هذه المحنكمة الظالمة من البابا إلا أنه بحث القوانين التي تتحكم في سقوط الأشياء واكتشفأن تأرجح البندول ثابت في أي الإتجاهين . وهذه الحركة البندولية إكتشف إمكانية إستخدامها في ضبط الساعات. وقد طبقها إبنه عام 1641م. وبعد عامين إكتشف تورشيللي البارومتر لقياس الضغط الجوي. وفي سنة 1650 إكتشف الفيزيائي الألماني جويرك المضخة الهوائية. فأحضر نصفي كرة برونزية .وفرغهما من الهواء للدلالة علي قوة الضغط الجوي. ثم أحضر مجموعتين من الأحصنة وكل مجموعة من ثمانية وحاولوا شد نصفي الكرة المفرغة من الجانبين المتقابلين . فظلت الكرة ملتصقة تماما .لأن الكرة مفرغة ولايوجد بها ضغط هوائي والضغط الجوي الخارجي الواقع عليها أعلي . ولما ضخ الهواء بها إنفصلا عن بعضهما . لأن الضغط الجوي بداخلها وبالخارج متعادل. وخلال القرن 17 حدث تقدم كبير في علوم الحياة حيث إكتشفالإنجليزي وليام هارفي الدورة الدموية واكتشف العالم الهولندي أنطوني فان ليوفينهوك الكائنات الدقيقة من خلال ميكرو سكوبه الذي إخترعه. وفي إنجلتلرا وضع روبرت بويل ألكيمياء الحديثة . وفي فرنسا إكتشف رينيه ديكارت عدة رياضيات ووضع المذهب العقلي في العلم . لكن كان أعظم إنجازات العلم في القرن 17 كان عام 1665م. حيث إستطاع الفيزيائي والرياضي الإنجليزي إسحق نيوتن وضع نظريات عن طبيعة الضوء والجاذبيةالكونية التي إعتبرها تمتد في كل الكون. وكل الأشياء تجتذب لبعضها بقوة معروفة . والقمر مشدود في مداره بسبب الجاذبية التي تؤثر علي حركة المد والجزر بالمحيطات فوق الأرض وفي عصر التنوير The Age of Enlightenment . كان نيوتن قد بين بالقرن 18 ان الطبيعة( الوجود ) محكومة بقوانبن أساسية تجعلنا ننهج المنهج العلمي . وهذا ماحرر علماء هذا القرن وجعلهم يقتربون من الطبيعة لأن الإكتشافات حررتهم من أسار السلطة الدينية وأفكار وحكمة الكتابات القديمة والتي لم تخضع للتجارب . وهذا التوجه العقلاني والعلمي أدخل العلم في عصر السببية (الأسباب) Age of Reason أو مايقال بعصر التنوير Age of Enlightenment حيث طبق علماء القرن 18بشدة الفكر العقلي والملاحظة الواعية والتجارب لحل المسائل المختلفة. فظهر تصنيف وتقسيمالأحياء حيث صنف العالم الطبيعي السويدي كارلوس لينويز 12 ألف نبات وحيوان حسب الترتيب للصفات  وفي سنة 1700 م. صنعت أول آلة بالبخار ونطور التلسكوب ليكتشف به الفلكي الإنجليزي وليام هيرسكل الكوكب أورانوس عام 1781 م وخلال القرن 18 لعب العلم دورا بارزا في الحياة اليومية . فلقد ظهرت ثورة الآلة في نضاعفة الإنتاج الصناعي ومنذ القرن 19 إنتهج العلم طريق المعرفة في شتي فروعه . ففي الكيمياء إعتبرت المادة مكونة من الذرات . ووضع الإنجليزي جون دالتون النظريةالذرية Atomic theoryعام 1803 حيث إكتشف أن كل ذرة لها كتلة وهذه الذرات تظل بلا تغ يير حتي لو إتحدت مع ذرات أخري لتكوين المركبات. كما بين أن المواد دائما تتحد معا بنسب ثابتة .واستطاع ديمتري ماندليف Dmitry Mendeleyev استخدم إكتشافات دالتون للذرات وسلوكهافي رسم جدوله الدوري الشهير الذي رتب فيه العناصرعام 1869 . كما شهد القرن 19 في الكيمياء تخليق الأسمدة الصناعية(المخلقة) synthetic fertilizer عام 1842بإنجلترا . وفي عام 1846الكيميائي الألماني كريستيان شونباين Christian Schoenbein المادة المتفجرة نيترو سيلليلوزمن خليط حامضي الكبرتيك والنيتريك وغمسه بقطع من القطن وتجفيفها  وتوصل إلي أن السيلليلوزبالقطت يتحول لمادة سريعة الإشتعال و شديدة الإنفجار وبنهاية القرن 19أمكن تصنيع مئات المركبات العضوية بتخليقها من مواد غير عضوية . فصنعت الأصباغ والأسبرين .والفيزياء خلال القرن 19كانت الأبحاث في الكهروباء والمغناطيسية التي قام بها مايكل فراداي Michael Faraday وجيمس كلارك ماكسويل James Clerk Maxwell في بريطانيا فلقد أثبت فراداي عام 1821أن المغناطيس المتحرك يولد كهرباء في الموصلات (الأسلاك) . ومكسويل بين أن الضوء طاقة من موجات كهرومغناطيسية  وفي عام 1888إكتشف الفيزيائي الألماني هينريش هرتز Heinrich Hertz موجات الراديو والفيزيائي الألماني وليهيلم رونتجن Heinrich Hertz إكتشف أشعة (X ) عام 1895 وفي سنة 1897 إكتشف الفيزيائي البريطاني جوزيف طمسون Joseph J. Thomson الإلكترون واعتبره جسيما دون ذري. واخترع توماس إديسون Thomas Edisonبوق( ميكروفون ) التليفون من حبيبات الكربون (الفحم) عام 1877.  
كما إخترع الفونوجراف واللمبات الكهروبائية وفي علوم الأرض نجد القرن 19 قد شهد تطورا كبيرا حيث قدر عمر الأرض مابين 100000سنة ومئات الملايين من السنين وفي الفلك مع التطور الهائل في الأجهزة البصرية قد تحققت إكتشافات هامة ففي عام 1801لوحظت المذنبات ومدار كوكب أورانوس الشاذ فلقد توقع لفلكي الفرنسي جيان جوزيف ليفرييه Jean Joseph Leverrier أن كوكبا مجاورا لأورانوس يؤثر علي مداره . وفد استخدم الحسابات الرياضية  وقد قام العالم الفلكي الألماني جوهام جال Johann Galle في عام 1846بمساعد العالم ليفرييه بإكتشاف كوكب نبتون  وكلن الفلكي الإيرلندي وليام بارسونز William Parsons أول من شاهد شكل المجرات الحلزونية فيما وراء نظامنا الشمسي عن طريق التلسكوب العاكس العملاق (وقتها)عام 1840 . كما شهد القرن 19 تقدما في علوم الحياء بدراسة الكائنات الدقيقة ولاسيما بعد ما حقق العالم الفرنسي لويس باستير Louis Pasteur ثورته في الطب الوقائي عام 1880 عندما بين أن بعض الأمراض سببها الجراثيم فصنع الطعوم الواقية منها لأول مرة في التاريخ ولاسيما ضد مرض السعار (الكلب) اخترع طريقة البسترة لمنع إنتشار الجراثيم باللبن وتعقيم الأطعمة لمنع فسادها ونقلها للجراثيم المعدية .
وفي سنة 1866 إكتشف الراهب النمساوي جريجور مندل Gregor Mendel الوراثة وأعقيه العالم الإنجليزي تشارلز داروين Charles Darwin بإكتشافه نظرية التطور بنشره كتابه (أصل الأنواع (On (Origin of Species عام1859 وفيه بين نظرية الإختيار الطبيعي natural selection للانواع  وأن البشر أسلافهم من أشباه القرود وقد تطوروا من خلال عمليات بيلوجية وقد قوبلت نظريته بالمعارضة الدينية الشديدة إلا أن العلماء قبلوها وأقروا بأن التطور قد وقع فعلا رغم نكران البعض لآلية التطور وفي القرن العشرين ظهر العلم الحديث حيث كانت الإكتشافات والإنجازات العلمية المذهلة ولاسيما في مجالات الوراثة والطب والعلوم الإجتماعية ففي مطلع هذا القرن دخل علم الأحياء فترة تطور سريع في الهندسة الوراثية حيث أعيد إكنشاف نظلرية مندل عام 1900 وأعقبها أصبح علما الأحياء مقتنعين بوجود الجينات الوراثية بالكروموسومات بالخلايا الحية والتي عبارة عن خيوط تحتوي علي البروتينات والحامض النووي (جزيء دنا) (deoxyribonucleic acid (DNA) ) وفي عام 1940 أكتشف أن دنا مأخوذة من بكتريا يمكن أو تغير الصفات الوراثية لبكتريا أخري  فعرف أن دنا هو المركب الكيميائي الذي يصنع الجينات وهو مفتاح الوراثة ويعد أن قام العالمان الأمريكي جيمس واتسون James Watson والبريطاني فرانسيس كريك Francis Crick عام 1953 بوضع هيكل لجزيء دنا . بعده أمكن للهندسة الوراثية فهم الوراثة من خلال مفاهيم كيميائية . فوضع الجينوم genome وهو الخريطة الجينية التي من خلالها تعرف غلماء الأحياء علي الجينات البشرية ودورها في الحياة البشرية والأمراض البشرية مما جعل التعرف علي الجينات المسببة للأمراض وسيلة لعلاجها عن طريق الجينات ونقلها من كائن حي لآخر لتغيير بعض صفاته الوراثية والقبام بعملية التهجين وفي الطب شهد القرن العشرين تطوراغير مسبوق وإكتشافات كبري. فلقد إكتشف الطبيب الهولندي كريستيان إيجكمان Christiaan Eijkman أن الأمراض لاتسببها الجراثيم فقط ولن يمكن أن تكزم بسبب نقص بعض المواد في العذاء  فتوصل للفيتامينات وفي عام 1909 توصل البكتريولوجي الألماني بول إيرلخ Paul Ehrlich لأول قاتل كيماوي (مركب السلفانيلاميد ) للجراثيم بدون قتل خلايا المريض  ثم أكتشف البكتريولوجي اللريطاني ألكسندر فليمنج Alexander Fleming البنسلين عام 1928 المضاد الحيوي ثم أعقيه المضادات الحيوية الأخري والتي تقتل البكتريا وليس لها تأثير علي قتل الفيروسات التي مازالت تكافح أمراضها الفيروسية الفاتلة بالأمصال والطعوم الحيوية حتي الآن  كما في مرض الجدري ومرض شلل اللذين إنتهيا من فوق الخريطة الصحية العالمية تقريبا في أواخر القرن العشرين وتوقع العلماء إمكانية القضاء أو السيطرة علي الأوبئة عام 1980 إلا أنهم صدموا بظهور سلالات جديدة من الجراثيم المعدية مقاومة للمضادات الحيوية كجراثيم السل (الدرن) والفيروسات المسببة حمي النزيف الدموي أو نقص المناعة كالإيدز وفي مجال تشخيص الأمراض شهد الطب طفرة في تقنية التصوير التشخيصي كالتصوير بالرنين المغناطيسي magnetic resonance والمسح الطبقي (computed tomography). كما أن العلماء في طريقهم للعلاج الجيني gene therapy لبعض الأمراض كمرض السكر وظهر التشخيص وإجراء العمليات بالمناظير وزراعة الأعضاء و تغيير صمامات القلب وتوسيع الشرايين . وكلها كان من المستحيل إجراؤها وظهرت ممارسة الطب عن بعد telemedicine بفضل التقدم في توصيلات الألياف البصرية السريعة high-speed fiber-optic عن طريق استخدام الإنسان الآلي وقيامه بالعملية الجراحية بغرفة العمليات والجراح في هذه الحالة يقوم بتوجيهه في حجرة مجاورة ويمكن عن طريق الإنترنت يقوم جراح في بلد آخر بالقيام بهذه العملية والإنسان الآلي يقوم بالمهمة أدق من الجراح البشري وشهد القرن العشرين الطبيب النمساوي سيجموند فرويد Sigmund Freud الذي وضع أسس التحليل النفسي وفي التكنولوجيا نجد أن مهندس الكهرباء الإيطالي جوليميو ماركوني Guglielmo Marconi قد أرسل أول إشارات راديو عبر محيط الأطلنطي عام 1901. وكان المخترع الأمريكي لي دي فورست Lee De Forest قد إخترع عام 1906الأنبوب(الصمام ) المفرغ مفتاح تشغيل نظم الراديو والتلفزيون والكومبيوتر وبين سنتي 1920-1930 أخترع الأمريكي فلاديمير كوزما زوركين Vladimir Kosma Zworykin التلفزيون بالصوت والصورة
وفي سنة 1935 قام عالم الفيزياء البريطاني روبرت واتسون Robert Watson بإستخدام موجات الراديو المنعكسة (المرتدة ) لتحديد موقع طائرة في حالة الطيران وإرتداد الإشارات الرادارية من القمر والكواكب والنجوم لتحديد بعدها من الأرض وتتبغ مساراتها  وفي سنة 1947إخترع علماء أمريكان الترانسستور الذي يكبر التيار الكهروبائية ويوفر الطاقة وأصغر حجما في الأجهزة الكهربائية وما بين عامي 1950 و1960 ظهرت الكومبيوترات الصغيرة باستعمال الترانسستورات فصغر حجمها ووفرت الطاقة كما ظهرت الدوائر الإلكترونية

وفي سنة 1971 ظهر الكومبيوتر الشخصي المحمول والشرائح المدمجة التخصصية specialized chips مما جعلها رخيصة ومنتشرة. ومما ساعد علي إنتشاره وكود شبكة الإنترنت  ومنذ سنة 1950 انهالت الإكتشافات والأحداث الفضائية والأقمار الصناعية وأرسلت روسيا سبوتنيك أول قمر صناعي عام 1957 للفضاء  وفي نفس العام كان يوري جاجارين الروسي أول من يدور حول الأرض بالفضاء  وفي 1969 هبط أول إنسان أمريكي فوق القمر وأرسلت أمريكا ما بين سنتي 1960 و1970 مسابر مارينر الفضائية لإستكشاف كواكب عطارد والزهرة والمريخ  وقد نجحت هذه المسابر في التمهيد للوصول لبقية الكواكب بالمجموعة الشمسية واستخدمت أمريكا مكوك الفضاء وروسيا إستخدمت سيوز للمساهمة في الإستكشافات بالفضاء  وفي سنة 1900 توصل الفيزيائي الألماني ماكس بلانك Max Planck للنظرية الكمومية quantum theory والتي بينت كيف أن الجسيمات الدون ذرية تكون الذرات وكيف أن الذرات تتفاعل معا لتكوين المركبات الكيميائية وبعده جاء البرت إينشتين Albert Einstein وأعلن نظريتي النسبية العامة والخاصة وفي سنة 1934 توصل العالم الفيزيائي الإيطالي – الأمريكي إنريكو فيرمي Enrico Fermi لكيفية إرتطام نيترون بذرات العناص بما فيها عنصر اليورانيوم وبدون تدخل أي شحنات كهروبائية ففي هذه التجارب إتحدت النيترونات مع أنوية اليورانيوم وهذا أحدث إنشطارا نوويا أسفر عنه طاقة نووية هائلة. والعلماء في الفيزياء يعرفون أن الذرات تتكون من 12جسيم أساسي كالكواركات quarks واللبتونات leptons وهذه الجسيمات الأساسية تتحد معا بطرق مختلفة مكونة لصنع مختلفالمواد المعروفة لنا فالتطور في فيزياء الجسيمات particle physics لها صلة بالتقدم العلمي في علم الكون . حيث بين عام 1920 عالم الفيزياء المريكي إدوين هبل Edwin Hubble أن الكون يتمدد وحاليا العلماء يعتقدون في نظرية الإنفجار الكبير Big Bang Theory منذ 10 –20 بليون سنة حبث كانت بداية الكون ورغم هذا مازالت نظرية مولد الكون من إنفجار كبير ونهايته مثار جدل حتي الآن من هنا نجد أن العلوم لم تكن من صنع أمة واحدة ، ولا شعب معين ، ولم يكن التقدم حصيلة حضارة معاصرة ، وإنما حصيلة حضارات متعاقبة على مرّ العصور وتعاقب الأزمان ، ونتيجة خبرات وتجارب خلال مسيرة تأريخية طويلة . 

احمد عبد اللطيف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق