الخميس، 20 أغسطس 2015

نبذة عن تاريخ السودان

نبذة عن تاريخ السودان     
سكن إنسان الجنس الزنجي السودان في العصور الحجرية ( 8000ق م - 3200 ق م) واتخذ أول خطوانه نحو الحضارة ومن الجماجم التى وُجدت لهؤلاء الناس يتضح أنهم يختلفون عن أى جنس زنجي يعيش اليوم وكان هؤلاءالسكان - وهم سكان الخرطوم القديمة - يعيشون على صيد الأسماك والحيوانات بجانب جمع الثمار من الأشجار أمـا سكان الشهيناب فيختلفون عن سكان مدينة الخرطوم القديمة ، وكذلك تختلف أدواتهم الحجرية والفخارية ، وكانت حرفتهم الصيد وقاموا بصناعة الفخار و استعمال المواقد والنار للطبخ منذ سنة 3900 ق م و(بلاد السودان) اسم أطلقه العرب علي السودان بالمنطقة الواقعة جنوب الصحراء الكبرى يأفريقيا ، والتي تمتد من المحيط الأطلنطي غربـاً إلي البحر الأحمر والمحيط الهندى شرقـاً     وحاليا السودان يقع جنوب مصر في الجزء الأوسط من حوض النيل (سودان وادى النيل) يحتل جمهورية السودان في الجزء الأوسط من حوض النيل وسكانه خليطـا من عناصر مختلفة نزحت إليه من دول الجوار ، فالجنوب يقع داخل نطاق العناصر الزنجية ، وبالشمال توجد سلالة قوقازية وفي عهد الدولة الوسطي بمصر و في عهد الدولة الحديثة أحتل المصريون جزء اً من السودان كان يطلق عليه كوش وأ صبحت اللغة الفرعونية هي اللغة الرسمية ولاسيما بعدما طرد " أحمس مؤسس الأُسرة الثامنة عشرة الهكسوس من مصر ، وجه همه إلي بلاد النوبة ، وشرع بتنفيذ سياسة توسعية نحو السودان ، ثم جاء " تحتمس الأول " ثالث ملك في هذه الأُسرة ، ووسع نفوذ مصر ، وتم الإخضاع التام للسودان في عهد " تحتمس الثالث " عندما إحتل السودان حتي الشلال الرابع وإستمر الإحتلال لمدة ستة قرون وفي هذه الفترة إعتنق السودانيون الديانة المصرية وعبدوا ألهتها وتثقفوا بثقافاتها حتي صار السودان جزءاً لا يتجزأ عن مصر ، أمـا إدارة السودان فكان فراعنة الدولة الحديثة يعينون نوابـاً عنهم لإدارة البلاد السودانية وقد لعب السودانيين دوراً أساسيـاً في حياة مصر الإقتصادية في الدولة الحديثة ،وذلك بإستفادة مصر من موارده وثرواته المتعددة مثل الذهب ، وخشب الأبنوس ، سن الفيل ، العطور ، البخور ، ريش النعام ، الفهود وجلودها ، الزراف ، كلاب الصيد ، والماشية وفي هذا العصر بلغت البلاد السودانية أقصى درجات رُقيها ، إذ إزداد الرخاء وإتسعت التجارة بين البلدين وطُبعًـت حضارة السودان بالطابع المصري في جميع مرافقها ولكن بعد أن إنقطت الصلة بينهما تلاشت معرفة الناس هناك باللغة المصرية عندما أطل علي كوش عهد كُتبت فيه اللغة الكوشية التي كانت لغة التفاهم بين الكوشيين قبل ظهور الكتابة المروية نسبة لمدينة مروي التي تقع غلي الضفة الشرقية للنيل شمال قرية البجراوية الحالية والتي كانت عاصمة السودان ما بين القرن السادس ق م والقرن الرابع ميلادى وأثرّت الحضارات المصرية في أهل السودان حتي صارت بلادهم في يوم من الأيام إقليم من أقاليم مصر نفسها فقد إزدهرت تجارة الصمغ والعاج والبخور والذهب بين الجزيرة العربية وبين موانئ مصر والسودان والحبشة وقد إتخذ العرب مراكزاً لهم علي الشاطئ الأفريقي ونزحوا منها إلي قلب أفريقيـا حتى وادى النيل في الألفي سنة ق م وقدهاجرت جماعات عربية ويمنية من جنوب الجزيرة العربية إلي الحبشة عبر مضيق باب المندب في القرنين السابقين للميلاد وكانت للسودان علاقات مع ليبيا منذ قديم الزمان ، كما كان متصلاً بالحبشة ، وفي الأثار السودانية نلمس إتصال مملكة مروي بالحضارة الهندية في العصور القديمة ولموقع السودان بين غرب أفريقيا ودول الشرق مع إتصاله بالبحر الأحمر وإحتلاله شطراً كبير اً من وادى النيل وكونه يربط بين أُروبا ومنطقة البحر المتوسط وأواسط أفريقيا ، هذا الموقع الممتاز في ملتقي الطرق الأفريقية جعله يظل علي إتصال دائم بجاراته وغير جاراته ومن الطبيعي نشوء علاقات تجارية وثقافية وسياسية بين مصر والبلاد السودانية منذ الأزل ، فكان قدماء المصريين يسمونه" أرض الأرواح " أو " أرض الله " عندما بهرتهم خيرات السودان و إمكانياته المعدنية والحيوانية والزراعية والبشرية ، فإستفادوا منها في توطيد أركان دولتهم ثم أرسلوا الجيوش فإحتلوا أجزاء من بلاد السودان في عهد الدولة المصرية الوسطى وقاموا بإحتلال كل القطر حتي الشلال الخامس في عهد الدولة الحديثة ، وإنتفعوا بثرواته ونشروا ثقافاتهم ودياناتهم ،وأثرّت الحضارات المصرية في أهل السودان عندما أصبحت بلادهم في يوم من الأيام إقليما من أقاليم مصر كما بهرت أيضا مصر السودانيين في ظل مدنيتها العظيمة ، فنظروا إليها بعين الطامـعين أحيانـاً ، وغزوها وأكثر الحضارات والديانات التي إنتشرت في السودان منذ أقدم العصور جاءته من مصر أو عن طريقها وكان الإغريق يسمون البلاد الواقعة جنوب مصر " أثيوبيا و ذكر " هوميروس " أن الألهة يجتمعون في السودان في عيدهم السنوي ، كما ذكر عاصمتها " مروي" ، وذكر " ديودورس " أن السودانين أول الخلق علي وجه البسيطة ، وأنهم أول من عبد الألهة وقدم لها القرابين ، وأنهم من علّم المصريين الكتابة، وفي العهد المروي كانت العلاقات وُدية بين البطالمة والسودانين ولاسيما في عهد " بطليموس الثاني " حيث نشطت التجارة في عهده كانت العلاقـة وثيقة بين كوش واليونانين ، وظهرثأثير الحضارة الإغريقية في الأثار بمروي وبعد غزو الرومان امصر حاولوا الإحتفاظ بالحدود الجنوبية لمصر ولم يعترف الكوشيون بحق الرومان في إقليم "روديكاشنوش" وبسطوا نفوذهم عليه بإعتباره جزء اً من بلادهم وساعدوا المصريين الذين ثـاروا علي الرومان عام 39 ق  م عندما ظهر جباة الضرائب لأول مرة في إقليم طيبة فهددت جيوش كوش سلام الحدود الجنوبية للإمبرطورية الرومانية ، حتى قرر الإمبراطور " دقلديانوس "إخلاء منطقة " روديكاشنوس " ونقل الحامية الرومانية من المحرقة إلي أسوان ، وأقر أتاوة سنوية لأهل كوش علي أن لا يقوموا بعمل عدائي ضد روما ، وقد نجح هذا الإمبراطور في وقف غارات أهل كوش علي حدود مصر التى استمرت خلال الثلاثة قرون التي سبقت عهده وتبين أثار الحكم المروي العلاقة الوثيقة بين الرومان والكوشيين ولاسيما في فن العمارة      وكان بين السودان وشبه الجزيرة العربية و الشواطئ العربية و الإفريقيـة صلات قديمة عبر البحرالأحمر     خبث إزدهرت تجارة الصمغ والعاج والبخور والذهب بين الجزيرة العربية من ناحية وبين موانئ مصر والسودان والحبشة من ناحية أُخرى وقد إتخذ العرب مراكزاً لهم علي الشاطئ الأفريقي ونزحوا منها إلي قلب أفريقيـا حتى وادى النيل وفي الألفي سنة قبل الميلاد هاجرت جماعات عربية من جنوب الجزيرة العربية إلي الحبشة ، وعبر في القرنين السابقين للميلاد عدد كبير من اليمنيين مضيق باب المندب وإستقر بعضهم في الحبشة ، وتحرك البعض الأخر مع النيل الأزرق ونهر عطبرة ووصلوا بلاد النوبة      ويحدثنا "ابن خلدون " عن حملات عسكرية قام بها الحميريون في وادى النيل الأوسط وشمال أفريقيا ، وتركت ورأها جماعات إستقرت في بلاد النوبة وأرض البجـة وشمال أفريقيـا وكان للسودان علاقات مع ليبيا والحيشة منذ العصور القديمة ، وفي الأثار السودانية نجد إتصال مملكة مروي بالحضارة الهندية      وأظهرت الحفريات الأثرية آثارا سودانية منذ حوالي عام 3100 ق م إلي 2000 ق م ونجد أن جنسـاً زنجيـاً إتخذ أول خطوة معروفة نحو الحضارة في السودان بصناعة الفخار وإستعماله ومن الجماجم التى وُجدت لهؤلاء الناس يتضح أنهم يختلفون عن أى جنس زنجي يعيش اليوم وكان هؤلاءالسكان,وهم سكان الخرطوم القديمة وكانوا يعيشون على صيد الأسماك والحيوانات بجانب جمع الثمار من الأشجار أمـا سكان الشهيناب فيختلفون عن سكان مدينة الخرطوم القديمة ، حيث تختلف أدواتهم الحجرية والفخارية ، و كانت حرفتهم الصيد ولا يُعرف شيء عن السودان علي وجه التحقيق ما بين عامي3800 ق م و3100 ق م ، عندما إزدهرت في مصر حضارات ما قبل الأُسر ولكن توجد قبور في أماكن مختلفة ببلاد النوبة تمثل ثقافة لا تُعرف من قبل ويرجع تاريخها عام 3100 ق م ، ويطلق عليها " حضارة المجموعة الأُولي " ، ومن بين آثارها التي وُجدت في هذه القبور الأواني الفخارية والأدوات النحاسية التي أُستوردت من مصر ، و يتضح أنها من عهود الأُسر المصرية الأُولى وهناك كانت حضارة أُخري تُعرف" بحضارة المجموعة الثانية " تلت ثقافة المجموعة الأُولي حيث بدأت العلاقات السياسية بين مصر والسودان في عهدهم      وفي عهد الأُسرة السادسة فقد بيًنت النقوش أنه بدأت صفحة جديدة من تاريخ العلاقات التجارية بين السودان ومصر وفي الفترة مـا بين 2240 ق م - 2150 ق م ظهرت في بلاد النوبة حضارة تُعرف بثقافة عصر المجموعة الحضارية الثالثة التي جاءت مع جنس البحر المتوسط الذي كان يشوبه شيء من العنصر الزنجي وفي هذا العصر قامت مصر أيام الأُسرة الثانية عشرة بأول محاولة لإحتلال جزء من الأراضي السودانية فقد تم غزو السودان حتى منطقة سمنة التى بُنيت فيها حصون وعندما طرد " أحمس مؤسس الأُسرة الثامنة عشرة الهكسوس من مصر إتجه لبلاد النوبة ، وقام بتنفيذ سياسته التوسعية بالسودان      لكن تحقق الإخضاع التام للسودان في عهد " تحتمس الثالث " فاحتل السودان حتي الشلال الرابع وإستمر الإحتلال لمدة ستة قرون وفي هذه الفترة إعتنق السودانيون الديانة المصرية وعبدوا ألهتها وتثقفوا بثقافاتها حتي صار السودان جزءاً لا يتجزأ من مصر ، أمـا إدارة السودان فكان فراعنة الدولة الحديثة يعينون نوابـاً عنهم لإدارة البلاد السودانية وقد لعب السودانيين دوراً أساسيـاً في حياة مصر الإقتصادية في الدولة الحديثة ، فاستفادت مصر من موارده وثرواته من الذهب وخشب الأبنوس وسن الفيل والعطور و البخور و ريش النعام و الفهود وجلودها و الزراف و كلاب الصيد والماشية والإحتلال المصري الطويل للسودان نبه أهل السودان الأصليين إلي أهمية بلادهم وكثرة خيراتها ، فإستغلوا تدهور الإمبراطورية المصرية في إسترداد إستقلالهم ، فنجح "كشتـا " ملك كوش في إسترداد استقلال بلاده و إقامة عاصمة لمملكتة في " نبتـه " الواقعة أسفل الشلال الرابع وتمكن "ابن كشتـا وخلفه " الملك بعانخي(بيا) " من إحتلال مصر وإخضاعها عام 725 ق م ،وأسس دولة إمتدت من البحر المتوسط حتي مشارف الحبشة وهكذا صارت كوش قوة لا يجهلها أحد ولكن عندما غزا مصر الأشوريين وإستخدموا الحديد كسلاح فاعل في ذلك الوقت أجبروا كوش علي الرجوع إلي الوراء داخل حدودها الأصلية بغدما حكم الكوشيون مصر لمدة ثمانين عامـاً تقريبـاً      وفي القرن السادس ق م نقلت كوش عاصمتها من نبتـة إلي مروي وبعد عصر مروي مرت علي السودان فترة غامضة لا يُعرف أخبارها فقد جاء البلاد قوم لم يكتشف الأثريون بعد إلي آى جنس ينتمون ويسميهم علماء الأثـار " المجموعة الحضارية " ويمتد عصرهم من سقوط مروي في القرن الرابع الميلادي إلي ظهور المسيحية في السودان في القرن السادس ، ومن أثارهم المقابر التي وُجدت في أماكن كثيرة في شمال السودان وكانت قد قامت علي أنقاض مروي ثلاثة ممالك نوبية فكانت في الشمال مملكة النوباطيين التي تمتد من الشلال الأول إلي الشلال الثالث وعاصمتها " فرس" ويليها جنوبـاً مملكة المغرة التي تنتهي حدودها الجنوبية عند "الابواب " التي تقع بالقرب من كبوشية جنوب مروي القديمة ، وهذه المملكة عاصمتها " دنقلا العجوز " ، ثم مملكة علوة وعاصمتها " سوبا " التي تقع بالقرب من الخرطوم      إتحدت مملكتا النوباطيين والمغرة فيما بين عامي 650- 710 م وصارتا مملكة واحدة ، ومكًن إتحادهما من قيام مقاومة قوية ضد غارات العرب من ناحية ، وإنهاء الصراع السياسي الديني من ناحية أُخري ، مما ساعد علي التطور الثقافي وصلت النوبة قوة مجدها وأوج قوتها في القرن العاشر الميلادي وكان ملك النوبة المدافع الأول عن بطريق الإسكندرية بعد ذلك دخلت مملكة النوبة في عهد المؤامرات وإستمر الحال هكذا إلي أن إنهزم " كودنيس " أخر ملك علي مملكة " دنقلا " عام 1323 م ، وإنتهت الدولة المسيحية ، وصارت البلاد مفتوحة أمام العرب وإنتشر الإسلام ومن أهم مصادر تاريخ السودان ما تركه قدماء المصريين في مصر هناك فتاريخ الفترة التي تمتد من القرن الثامن قبل الميلاد إلي القرن الرابع الميلادي، نجده في الكتابات التي تركها السودانيون علي جدران معابدهم بالشمال وفي الأهرامات كأهرامات جبل البركل ونوري التي بناها ملوك نبتـة ومروي(مادتان), والأثار علي ضفتى النيل ما بين وادى حلفا وسنارو في منطقة بوهين و فرس و عبد القادرو نبتـة ومروي القديمة و فركة وجنوب وادى حلفا و الكوة وبكرمة بمنطقة دنقلة ، وفي منطقة جبل البركل ومروي والأهرام الملكية في البجراوية و الحصون التى شُيدت في السودان في عصر الدولة المصرية الوسطى وفي قرية الشهيناب علي الضفة الغربية من النيل وسوبـا بالقرب من الخرطوم ، ودير الغزالة بالقرب من مدينة مروي الحديثة وفي وأدى حلفـا بعمارة غرب ، وسيسي " مدينتان محصنتان من الدولة المصرية الحديثة وفيهما معابد بُنيت من الحجر الرملى "وبجانب الأثار هناك ،توجدعدة كتابات لكُتاب رومان وإغريق وعرب إلا أن معظمها يعتمد علي الإشارة والتلميح كما أن بعضها به كثير من الأوهام   




احمد عبد اللطيف   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق