الأحد، 23 أغسطس 2015

حضارة المايا

حضارة الماياMaya
قامت حضارة إمبراطورية المايا بشمال جواتيمالا وأجزاء من المكسيك حيث الغابات الإستوائية وهندوراس والسلفادور وهذه المناطق موطن شعب هنود المايا وكانت زراعاتهم متطورة تعتمد علي الري وكانوا يزرعون الذرة والبطاطس والكينا والفاصوليا والطماطم وأشجار الكوكا والكاكاو وكانت حيواناتهم اللاما والكلاب وبلغت هذه الحضارة أوجها سنة 700ق م وأفلت إمبراطوريتهم القديمة مع حلول القرن السابع ق م ولاسيما في المدن الجنوبية بسبب الأمراض والحروب والمناخ والمجاعات في سنة 1000ق م قامت الإمبراطرية الحديثة للمايا وكانت أقوي مما كانت عليه قديما حيث ظهرت مدن جديدة في يوككتان وأتزي إلا أن معظم هذه المدن إندثرت واشتهرت حضارة المايا منذ القرن الرابع وحتي مجيء الأسبان عام 1511م بإقامة الأهرامات وفوق قممها المعابد ومساكن الكهان كما أشتهرت بالفخار الذي كان علي هيئة كؤوس إسطوانية لها حوامل وذات ثلاثة أرجل والطاسات الملونة وكان للمايا كتاباتهم التصويرية وأعمال الفريسك (الأفرسك) وفي غرب بنما عثر علي آثارلهم من الذهب والفخار كما عثر علي مقابر عرفت جضارة المايا الكتابة الرمزية (الهيروغليفية ) كما عرفت التقويم عام 613ق م والسنة الماياوية 18 شهر كل شهر 20 يوم وكان يضاف للسنة 5 أيام نسيء يمارس فيها الطقوس الدينية وعرفوا الحساب وكان متطورا فالوحدة نقطة والخمسة وحدات قضيب والعشرون هلال وكانوا يتخذون اشكال الإنسان والحيوان كوحدات عددية تميزت إمبراطورية المايا القديمة بمبانيها العامة وبيوت كبار رجالها والكهنة التي كانت تبني بالحجارة و كما إشتهرت بمدنها الكبيرة ككولان في هندوراس وكانت بعض المدن تبني حولها الأسوار وكانت شوارعها ممهدة وكانت الطرق الممهدة تربط بين المدن الرئيسية وملامح حضارة مايا نجدها قد تطورت ببطء خلال سنة 2000ق م وسنة 300 م ويطلق علي هذه الفترة الفترة ماقيل التقليدية في حياة شعب المايا ومع بداية هذه الفترة كان الذين يتكلمون اللغة الماياوية يعيشون في ثلاث مناطق متجاورة في أمريكا الوسطي وشرق وجنوب المكسيك   
كان الماياويون الأوائل شعبا يمارس أبناؤه الفلاحة ، ويعيشون في قري صغيرة متناثرة وفي بيوت صغيرة مسقوفة وكانوا يزرعون البذور في حفرة يحفرونها بعصي من الخشب مدببة ثم بعدها كانوا بمارسون تقنيات للزراعة الموسعة والمستمرة, ويتبعون فيها أسلوب الزراعات المكثفة وتدوير المحاصيل واستعمال الأسمدة وكانوا يزرعون الحدائق حول البيوت وفي الشرفات وكان محصولهم الرئيسي الذرة والفاصوليا والأفاكادو والفلفل الحريف (حراق) والبابايا والأناناس والكاكاو وكان الكاكاو مشروبا مفضلا بعد إضافة الماء والفلفل الحار له وكانت المرأة تطحن الذرة بين الحجر(في رحاية) وتصنع منه مشروبا مفضلا أو تخبزه ككعكة فوق بلاطة من الفخارالساخن وكان الماياويون يشربون عسل النحل المخمر وعليه لحاء (قشر) شجر البلش balche وكانوا يصطادون الأرانب والغزلان والدبوك الرومية لتناول لحومها وكانوا يربون الديوك والبط والكلاب كحيوانات أليفة داخل البيوت وكانوا يتناولون الأسماك بعد صيدها وأثناء راحتهم من العمل كانوا يصنعون الأدوات الحجرية والتماثيل الطينية الصغيرة ويتقشون الأحجار الكريمة ويجدلون الحبال ويصنعون السلال والحصر وكانت المرأة تصنع أواني الفخار الملون من فتائل ملفوفة من الطين وتنسج من ألياف القطن العباءات والقمصان ومئازر الرجال ليستروا بها عوراتهم وكانوا يستعملون لحاء شجر التين البري كورق الذي كان يستخدم في الأغراض الإحتفالية     
لم يعرف المايا العربات ذات العجل ولم يستخدموا الحيوانات في حمل الأثقال بل كانوا يحملونها للتجارة علي ظهورهم بعد ربطها بحبل يعلق فوق الصدر أو الجبهة أو ينقلونها في قوارب صغيرة بمياه السواحل والأنهار وهي مصنوعة من جذوع الشجرالمجوفة بعد تفريغها من لبها بالحفر وكانت مجتمعات المايا تعيش مستوطنات عشائرية لها رؤساء وكانوا حكاما بالوراثة وكانوا يحكمون من خلال مهاراتهم السياسية وقدراتهم الروحانية حيث كان يعتقد أن لهم القدرة علي الإتصال بالقوي الطبيعية الخارقة وكانوا بين عشائرهم يمثلون الطبقة الراقية وكان يوجد مجلس عام لهذه العشائر يضم حكماءها ورؤساء العشائر ليديرأمورهم السياسية والدينية وككل الشعوب الزراعية القديمة كان الماياويون الأوائل يعبدون آلهة الزراعة كإله المطر وإله الذرة وكانوا يقدمون له القرابين offerings ليتوددوا لها وكان الفلكيون القدماء لديهم قد لاحظوا حركات الشمس والقمر والكواكب وصنعوا تقويمهم من خلال حساباتهم وملاحظاتهم الفلكية لهذه الأجرام السماوية وكانت ملاحظات الفلكيين تتنبأ لتبشرهم بالأحداث والساعات السعيدة في كل أنشطتهم الحياتية ، ولاسيما بالنسبة في الزراعة أو الحرب والأهرامات التلية التي تشبه التلال والمصنوعة من دبش الحجارة وفوق قمتها المذابح altars أوالمعابد المسقوفة ،كانت توضع في قلب المستوطنات ليقوم الكهنة بتقديم الأضحيات sacrifices للآلهة فوقها لهذا أقاموا الأهرامات الكبيرة الحجم في موقع الميرادور El Mirador في الأراضي الواطئة من جواتيمالا وتعتبر من البنايات الضخمة لقدماء المايا     
في سنة 400 ق م أصبحت منطقة الميرادور مركزا مأهولا بالسكان وكرسي لمشيخة  chiefdom  قوية وأثناء مرور زمن العصر ماقبل التقليدي ، استخدم المايا الحجارة في البناء وكانوا يستعملون حجر الأوبسيديان Obsidian (الصوان) ، وهو من صخور البراكين الناعمة وكان يجلب من المناطق المرتفعة في جواتيمالا فصنعوا منه الأسلحة والآلات والمنحوتات وفي سنة 300 م ظهرت الحضارة التقليدية لشعب المايا وأصبحت حضارة معقدة منذ سنة 300م –900 م حيث قامت المدن الرئيسية المستقلة سياسيا كمد ينة تيكال وباينك وبيدراس ونجراس وكوبان وكان يتولي حكم كل مدينة ملك يعتبر الكاهن والحكم وراثة وكان الحكام تنقش صورهم فوق إستيلات stelae من الصخور وهم يحملون الأسلحة ويحاولون أسر بعضهم البعض لتقديمهم كذبائح قربانيةلأغراض طقوسية وسياسية وكانوا يدمرون اجزاء من المدن ولاسيما التخوم الإحتفالية للمعابد لكن هذا لم يكن يؤثر علي السكان والإقتصلد في المدينة ذاتها وكانت الدول المدن تحارب بعضها علي نطاق ضيق ولا تتعدي الغارات متبعين الهجوم الخاطف ثم الإنسحاب السربع ومعظم المهاجمين كانوا من النبلاء وفي المناطق المنخفضة بأرض المايا بنيت المدن الكبيرة والمستقرة حيث كانت مأهولة بالسكان الذين كانوا يدفعون الجزية في شكل سلع أو العمل في بناء المعابد والقصور والأفنية وخزانات المياه والجسور العلوية فوق المستنقعات وكانوا يبطنون ويمحرون الأسقف والأرضية والجدران بالمونة من عجينة حجر الجير الأحمر وكان النحاتون ينقشون علي الأعمدة الحجرية أخبار وتاريخ أسر الحكام وحروبهم وإنتصاراتهم فيها وكان الملوك يطلق عليهم لقب كولاهو k’ul ahau ومعناها الحاكم الأكبر والمقدس لأن الملك كان كان له السلطة السياسية والدينية   
كان الملوك يحكمون من خلال مجلس حكم وراثي لكن سلطاتهم تهاوت بعد ظهور المؤسسة الدينية التي كان للكهنة فيها سلطتهم وكانت التجارة الداخلية مزدهرة بين مناطق المايا حيث كانت الطرق منتشرة خلالها لتسهيل النقل والمواصلات وكانت البضائع المتبادلة من المحاصيل والسيراميك وريش الطيور الإستوائية وغزل القطن وحجر الأوبسيدون ومسحوقه والملح والأصباغ الحمراء من تجفيف حشرات cochineal القرمزيةاللون, والبخور من راتنج شجر كوبال وجلد الفهد والعسل والشمع وغزل القطن ولحوم الظباء المدخنة والأسماك المجففة ، وكان الأهالي يبيعون السلع بالمقايضة أو يشترونها بحبات (كالفول) الكاكاو التي كانت تستعمل كعملة في البيع والشراء   
كان الصفوة أغنياء مرفهين وعامة الشعب فقراء مدقعين وكان النبلاء يعيشون في بيوت بنيت من الحجارة المنحوتة وجدرانها جصية عليها رسوم وكان الموتي من النبلاء يدفنون في قبو حجري ، ومعهم مقتنيات من الفخار والأحجار الكريمة وأحيانا كان يوضع معهم أضاحي بشرية لخدمتهم بعد الموت وكان مجتمع المايا معظمه فلاحين قرويين, كانوا يؤدون ثلثي خراجهم للطبقة الحاكمة ويسخرون في العمل عندهم وكانت النسوة يمشطن ويطيلن شعورهن وكانت تسريحة الشعر تميز طبقة المرأة في المجتمع وكن يلبسن ملابس مطرزة كالجيبات والبلوزات وكان الماياويون نساء ورجالا يتزينون بالوشم المتقن الرسم وكان يوجد العبيد من الأسري والمجرمين وكانت تجارة العبيد سائدة ولاسيما وأن الفقراء كانوا يبيعون أنفسهم في أسواق النخاسة وكانوا إما يعملون في الأعمال الشاقة أو يذبحون كأضاحي تدفن مع سادتهم ليخدموهم بعد الموت   
كان للمايا آلهتهم المتعددة وكان الإله الأكبر ( هوناب كو) Hunab Ku خالق العالم وكان أهم الآلهة والإله (إيتزمنا ) Itzamna إله السماء مالك السموات والنهار والليل يرسل المطر وراعي الكتابة والطب وكانت عبادته قاصرة علي الكهان وظهوره يكون لمساندة الأسرة الملكية ونصرتها وإله الذرة (نبات)( يوم كاكس) Yum Kaax والآلهة الأربعة تشاكس Chacs آلهة المطر وكل إله منها يشير لجهة من الجهات الأصلية a cardinal direction الأربعة وله لونه الخاص وكانت النسوة يعبدن إله قوس قزح( إكس تشل) Ix Chelالذي له صلة الشفاء وولادة الأطفال والرضاعة وكل المايا يعتبرون الربة( إكستاب) Ixta إلهة الإنتحار لأنهم كانوا يعتقدون أن المنتحرين يذهبون في سماء خاصة وكان الماياويون يمارسون طقوسا ويقيمون إحتفالات القداس لهذه الآلهة في أول السنة الماياوية في يوليو أو في حالة الطواريء كما في المجاعات والقحط والأوبئة والجفاف وكانوا يتجمعون في ساحة عامة لتكريم الآلهة, ويضعون الريش فوق أبواب الساحة وكانت مجموعات من الرجال والنساء يضعون فوق ملابسهم ورؤوسهم الريش والأجراس الصغيرة بأيديهم وأرجلهم عندما برقصون بالساحة علي إيقاع الطبول والزمور وأصوات الأبواق وكان المصلون يشربون مشروبا شعبيا وبعض المشاركين كانوا يتناولون عقار الهلوسة من نبات عيش الغراب ويدخنون التبغ وصغار النبلاء كانوا يلعبون لعبة الكرة المقدسة فوق ملاعب خاصة أقيمت لهذا الغرض وكانت الكرة من المطاط   
كانت إحتفالات المايا تتركز علي تقديم الأضاحي البشرية لنيل مرضاة الآلهة وكانت تمارس عادة التضحية فوق الأهرامات الحجرية المشيدة في ساحات الإحتفالية الدينية وكان يلحق بها سلالم مدرجة تؤدي للمعبد فوق بناية الهرم حيث يوجد المذبح وكان يعتبر المعبد بيت راحة للإله وكان مزخرفا بالنقش الغائر أو مرسوما بتصميمات وأشكال متقنة وهو مغط ببلاطة حجرية رأسية منقوشة أيضا, يطلق عليها عرف السقف roof comb وواجهة المعبد مزينة بنتواءات لأ قواس حجرية corbeled arches مميزة وكان كل قوس يشيد من حجر, وكل حجرة كانت تمتد وراء الحجرة التي تحتها وجانبا القوس كان يرتبطان بحجر العقد keystone فوقهما وكان أمام المذبح يطلق دخان البخورالذي كان يحرق في مباخر فخارية وكان المتعبدون يقدمون العطايا من الذرة والفاكهة وطيور الصيد والدم الذي كان المتعبد يحصل عليه بثقب شفتيه أو لسانه أو عضوه التناسلي بمخراز وللتكريم الأسمي كان المايا يقدمون الضحايا البشرية من الأطفال والعبيد وأسري الحرب وكان الضحية يدهن باللون الأزرق وكان يقتل فوق قمة الهرم في إحتفالية طقوسية بضربه بالسهام حتي الموت أو بعد تكتيف (وثوق) الساعدين والساقين بينما الكاهن يشق صدره بسكين حاد مقدس من حجر الصوان لينتزع القلب ليقدم كقربان وكان القواد الأسري يقدمون كضحية بعد قتلهم بالبلط وسط مراسم من الطقوس 


    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق