الأربعاء، 26 أغسطس 2015

انـتـقـال الــطـب العربـي إلــى الغــرب الجزء الاول

معابر انتقال الطب العربي إلى الغرب الأوروبي
أولاً - طريق إسبانيا ( الأندلس )
لقد استمر تواجد المسلمين في الأندلس نحو ثمانية قرون ( 93-897 هـ ) (117-1292 م).وفي عهد هشام بن عبد الرحمن الداخل ( 172 –182 هـ / 788-798 م) جعلت اللغة العربية لغة البلاد . وبتولي عبد الرحمن الناصر الإمارة ( 300-350 هـ / 912 –961م) ومناداته بنفسه خليفة عام (350 –366 هـ / 961 –976 م ) الذي أسس مدرسة ومكتبة علمية تضم ما يقرب من أربعمائة ألف مجلد ، غدت قرطبة عاصمة العلم والحضارة في أوربا والغرب الإسلامي يؤمها العلماء والطلاب من المشرق والمغرب وتتنوع فيها الدروس والمحاضرات وإجراء البحوث وتصنيف الكتب في معرض الحرية والتسامح .
وإضافة إلى ذلك فان من أسباب الازدهار العلمي الذي عرفته الأندلس منذ القرن الرابع الهجري وظهرت ثمراته الطيبة في القرنين الخامس والسادس هو " أن الأندلس لم تكن في وقت من الأوقات بمعزل عما يجري في حواضر العلم الإسلامية الأخرى ، بغداد ودمشق والقاهرة والقيروان وفاس ، فقد كانت الصلات الفكرية والعلمية مستمرة بين مختلف أقطار العالم الإسلامي ينتقل بين ربوعها العلماء والطلاب والمؤلفات والمذاهب الفكرية ، وفي ميدان الطب الذي يعنينا ينبغي أن نذكر أن المؤلفات التي تظهر في المشرق سرعان ما كانت تجد سبيلها إلى الأندلس فيستفاد منها ويُعلق عليها " [1].
فرحلات الأطباء من وإلى الأندلس من بين الأسباب التي كانت وراء ازدهار الطب في الأندلس حيث تزخر كتب التراجم بأسماء العديد من أعلام الطب الذين قاموا برحلات لطلب العلم في العواصم الإسلامية الأخرى سنأتي على ذكرهم فيما بعد بالتفصيل .
لم يتوقف النشاط العلمي بعد وفاة الحكم المستنصر على الرغم من الانقسامات السياسية التي تمخضت عن قيام ملوك الطوائف لأن العلماء تركوا قرطبة وتفرقوا باحثين عن الأمان والحرية والبيئة العلمية التي يستطيعون فيها البحث والتأليف والتدريس . وكان عدد من هؤلاء الملوك من محبي العلم وأهله الأمر الذي دفعهم إلى التنافس في تنشيط الحركة العلمية واستقطاب العلماء والأطباء وتشجيعهم .
وحتى بعد زوال حكم ملوك الطوائف في القرن السادس وقيام دولة المرابطين ومن ثَم دولة الموحدين الذين حكموا الأندلس مع الجزء الأكبر من بلاد المغرب وجعلوا مراكش عاصمة لهم ، فان العلوم بشكل عام والطب بشكل خاص لم يتأثر بتلك التقلبات السياسية لأن الملوك والأمراء أحاطوا العلماء والأطباء برعايتهم وأتاحوا لهم – في غالب الأحيان – أجواء مناسبة لممارسة نشاطهم المهني والعلمي ،فكان الطلاب يتلقون عن شيوخهم في الجوامع والمدارس مختلف العلوم الطبيعية والرياضية والطبية ، ويتناولون منهم الإجازات العلمية .
وكان من نتائج هذه الحركة العلمية خلال هذه القرون في الأندلس إبراز أعلام في الطب لايمكن سردهم هنا جميعا ولكن نذكر أسماء البعض منهم من الذين تجاوزت شهرتهم العلمية آفاق العالم الإسلامي إلى أوربا المسيحية مثل ( الزهراوي ، وأبناء بني زهر ، ابن رافد ، ابن طفيل ،ابن رشد ، الإدريسي ، الغافقي ، ابن ميمون ، ابن طملوس ، ابن الخطيب ، ابن خاتمة ،ابن الرومية ، وابن البيطار وغيرهم كثير ) . وعندما بدأ سلطان الموحدين ينحسر في القرن السابع الهجري بسقوط عدد من المدن والثغور والحصون الأندلسية بيد النصارى زال عدد من المعاهد العلمية التي كانت منتشرة في المدن الضائعة وهاجر علماؤها إلى الأماكن الآمنة في المغرب أوفيما بقي من جهات الأندلس في يد المسلمين كدولة بني الأحمر .
" وفي عام ( 653 هـ / 1217م )  تأسست دولة بني الأحمر على يد أبو عبد الله محمد الغالب بالله النصري الذي جعل غرناطة قاعدة ملكه فاهتم هو وكثير ممن جاء بعده من ملوك بني الأحمر بنشيط الحركة العلمية ".
" وحينما حلّ القرن الثامن الهجري ( الرابع عشر الميلادي ) نشطت حركة التعليم في غرناطة ومدن أخرى كمالقة والمرية ووادي آص ، وكان الطب والرياضيات والفلك من العلوم الأساسية التي تدرس في الجامع الأعظم في غرناطة وفي مدارس المدن الأخرى " [2]
" وانتشرت اللغة العربية انتشاراً واسعاً بين الأسبان المعايشين للعرب ولم يكن قد مضى على الفتح العربي نصف قرن من الزمن ، وكانت هناك ، ازدواجية لغوية عربية ورومانية بين عامة الشعب الأندلسي وأصبحت العربية الفصحى لغة الثقافة للإسبانيين وإلى جانبها اللاتينية الفصحى وكان مجال استعمالها ضيقا . وبقيت اللغة العربية الإسبانية حتى القرن السادس عشر الميلادي في إسبانيا " [3].
وإن إلقاء نظرة على التركيبة السكانية للمجتمع الأندلسي إبان الحكم الإسلامي وبعده يعكس بشكل جلي كيفية تسرب الثقافة والعلوم العربية إلى المجتمع الإسباني ومن ثم الأوربي وهذه التركيبة كانت كما يلي :
المسلمون : وهم الفاتحون الأوائل والمهاجرون إلى الأندلس فيما بعد .
المسالمة : وهم أهل الأندلس من الأسبان والقوط الذين انصهروا في المجتمع الإسلامي الأندلسي وكانوا يشكلون نسبة كبيرة من ذلك المجتمع .
المولدون : وهم جيل من أولاد المسلمين الذين تزوجوا من إسبانيات وكانوا يكونون في عهد بني أمية الكثرة الغالبة من السكان .[4]
المستعربون  : وهو النصارى المعاهدين الذين لم يعتنقوا الإسلام وكانوا عادة في المدن الكبيرة . وكان هؤلاء " عنصراً فعالاً في الحياة الأندلسية ، في نقل الحضارة العربية إلى إسبانيا المسيحية ، فالعصور الوسطى الإسبانية لم تكن تعرف الانفصال الجغرافي ولا العنصري بين المسلمين والنصارى .والمستعربون بحكم معرفتهم للغتين العربية واللاتينية الحديثة كانوا أداة اتصال بين شطري إسبانية ، وهم منذ الفتح لم ينقطعوا عن الهجرة إلى الأراضي المسيحية ، وقد كثر ذلك على عهد المرابطين والموحدين فقد هاجر سكان بلنسيه منها إلى قشتالة في عام 1102 م ، وخرجت طائفة كبيرة من غرناطة مع جيش الفونسو الأول المحارب ملك ارغونة عام 1125 م ، وكما خرجت طائفة أخرى من اشبيلية إلى قشتالة عام 1146 م ، وقد كان من شأن هذه الهجرات وأمثالها انتشار الثقافة الإسلامية والعربية بين نصارى الشمال الإسباني "[5]
بقية السكان : وهم اليهود الذين  كانوا يسكنون حارات خاصة بهم . والموالي وهم ممن الصقالبة .
" وبعد بداية الاسترداد الإسباني Reconquista الذي استغرق اكثر من أربعمائة سنة ، واحتلالهم المدن والمواقع واحدة بعد أخرى ظهرت فئتان أخريان :
المدجنون Mudjaes  وهم المسلمون الذين بقوا تحت حكم الأسبان في المدن التي استولوا عليها .
العرب المتنصرون ، الموريسكيون Moriscus وهم المسلمون الذين بقوا بعد سقوط غرناطة سنة 1492 ، وجرى تنصيرهم بأعداد كبيرة ولكنهم بقوا يمارسون شعائر الإسلام خفية . ثم حدثت ثورات من قبلهم ، وصدر قرار الإخراج سنة 1609 فتركوا البلاد ويقدر عددهم بنصف مليون  ذهب بعضهم إلى فرنسا ولكن أكثريتهم ذهبت إلى شمال أفريقيا "[6]
ومن الثابت بأن الثقافة الإسلامية بقيت مزدهرة بين المدجنين والمورسكيين في المدن التي دخلها الأسبان زمناً طويلاً .
وهكذا فان الاحتكاك والتعايش بين مختلف هذه الشرائح في المجتمع الأندلسي يسر للأسبان وغيرهم سبل الأخذ عن المسلمين والاستفادة المباشرة وغير المباشرة من الثقافة العربية المتفاعلة مع غيرها ، هذه الثقافة التي كانت الدافع القوي لبزوغ النهضة في أوربا .
وأدخل العرب المسلمون صناعة الورق إلى الأندلس حوالي سنة 1150 م ثم انتقلت إلى فرنسا وإلى إيطاليا سنة 1170 ومن ثم انتشرت في باقي أجزاء أوربا وتأثير ذلك على انتشار الكتب والثقافة ثم الطباعة أمر بيّن .
حمل العرب المسلمون فترة مكوثهم في إسبانيا مشعل العلم والحضارة واعتمدت جميع مراكز التعليم في أوربا على طليطلة واشبيلة وغرناطة حيث كان المستعربون وطلاب العلوم يشدون الرحال إليها . وفي عام 925 م أرسل اوتو الكبير ملك الألمان ، الراهب ( جون ) إلى قرطبة مبعوثا إلى الخليفة عبد الرحمن الناصر وأثناء مكوثه فيها لمدة ثلاث سنوات تعلم العلوم والثقافة العربية وحمل معه المخطوطات العلمية العربية .
وأما أهم شخصية في هذا العصر المبكر لتلاقي الفكرين العربي الإسلامي مع المسيحي اللاتيني فهو جيربرت المواطن الفقير من مواطني اكويتانيا الذي استطاع بمواهبه العقلية تربع عرش البابوية في روما تحت اسم سلفيسترالثاني ( 999-1003 م). لقد اختلف المؤرخون حول محل دراسته " إن ما يعنينا ، على أية حال في هذا المقام ، فليس جربير المستعرب الذي أتقن العربية ودرس بين المسلمين في قرطبة أو ذلك الذي لم يتعلم العربية ودرس بين النصارى في برشلونة وإنما يعنينا ويهمنا أمر جربير ، تلميذ المسلمين باعتباره أول من أدخل التعليم الدنيوي ودافع عنه على أسس تقدمية "[7] ، وكونه من أوائل المهتمين بالثقافة العربية والمضمون التجريبي للعلم وهو الذي أدخل الأرقام العربية إلى أوربا بدل الأرقام الرومانية .
وقد بدأت ترجمة المؤلفات العربية ( المشرقية ) إلى اللغات الأوربية في منتصف القرن العاشر الميلادي وأنجزت أعمال النقل الأولى في بعض جهات إسبانيا ولاسيما في قاطالونيا .
" وكانت هناك بواعث مختلفة حدت بالأسبان إلى تدارس كتب العرب منها الدفاع عن النصرانية ، وذلك بتعرف آراء الخصم والوقوف عليها تمهيداً لمعارضتها وإظهار تفوق العقيدة المسيحية عليها.
ومن هذه البواعث أيضاً مجرد الرغبة في تحصيل العلم والمعرفة لاسيما إذا ذكرنا ذلك الفقر المدقع في ثقافة الأسبان ونهمهم إلى كل ما يرفع المستوى العقلي بينهم . فالمغلوب مولع دوماً بتقليد الغالب كما يقول ابن خلدون وكما يقول منطق التاريخ والحضارة ، يستوي في ذلك
المغلوب ثقافياً وحضارياً والمغلوب عسكرياً .
وعلى كل حال لقد نشطت حركة الترجمة والنقل في صقلية وإسبانيا أيما نشاط بحكم اتصال هذين البلدين بالعرب وتمرسهم بثقافتهم وأفكارهم وأخذت هذه الثقافات والأفكار تتسرب إلى أوربا ابتداءً من القرن الحادي عشر " [8].
" فعندما كُتِبَ للأسبان الانتصار على العرب في حربهم الطويلة مع المسلمين التي يسميها كتابهم بحرب الاسترداد وتمكنوا من استعادة طليطلة عام 478 هـ / 1085 م، أخذ ملوك قشتالة يعملون على رفع مستوى الثقافة بين شعبهم ، بنقل كنوز الثقافة الإسلامية إلى لغاتهم .
ومن ثم ظهرت في طليطلة ( مدرسة للمترجمين ) التي نقلت العلوم الإغريقية وما أضافه العرب إليها من شروح وتعليقات إلى المدارس الأوربية فقد كانت هذه المدينة موئلا للعلم منذ عهد بعيد تمتاز بمكتباتها العظيمة التي نقلت إليها من المشرق بآلاف المجلدات ، كما انظم إليها جزء لا يستهان به ممن مكتبة الحكم الثاني . وكان بها جماعة حرة من المترجمين يعملون في هذه المكتبات ينتمون إلى طوائف ثلاث يحاور بعضها بعضا ، المسلمين والنصارى واليهود " [9] .
"وإن مؤسس هذه المدرسة ( ريموند Raymond) أسقف طليطلة ( من سنة 1126 –1151 م) هو الذي دعا إلى مدينته مختلف العلماء ، وأمر بعمل الترجمات وأدخل دراستها مناهج المدارس المسيحية "[10] كما يقول الدوميلي ، وكان فعله هذا حدثاً حاسماً ترك أبعد الأثر في مصير أوربا كما يقول رينان . ثم توالى خلفاؤه من الأساقفة في تشجيع هذه الحركة والحدب عليها حتى استمرت أكثر من قرنين . " وفي عام 1250 م تأسس أول معهد للدراسات الشرقية وكان هدفه تدريب الإرساليات لتوجيهها إلى المسلمين واليهود " [11].
" وكانت الطريقة المتبعة في النقل – في مدرسة طليطلة للترجمة – أن يتولى يهودي مستعرب ترجمة النص العربي ويمليه باللغة الأسبانية العامية ، ثم يقوم أحد المترجمين الأسبان بنقله إلى اللغة اللاتينية . وكان اهتمام النقلة منصرفاً في أول عهد الأسبان بالترجمة إلى العلوم العربية المنقولة عن اليونانية لحاجة الأوربيين إلى مصدر جديد يمدهم بالمعرفة غير مصدر الرهبان ورجال الدين . فكانت العلوم العربية هي ذلك المصدر ، لاسيما ما كان منقولاً عن اليونانية . ثم اتجه المترجمون بعد ذلك إلى نقل الآثار العربية الأصيلة .[12]
 وكان على رأس المترجمين الأسقف دمنيكوس غوند يسالفيني ( ويسمى في بعض النصوص دومنيكو كود يسالفو ) المتوفى سنة 1180 م وهو من كبار كنيسة طليطلة . وقد شاركه في الترجمة غالباً يوحنا بن داؤد ( ابن دريد) المعروف بالاشبيلي أو الأسباني .
يذكر يوجين  أ . مايرز ( 18 كتاباً ) في فروع العلم المختلفة قام يوحنا الاشبيلي بترجمتها من العربية إلى اللاتينية ثم يقول " قام جون ( يوحنا ) الاشبيلي بأغلب ترجماته بالتعاون مع دومنيكو كود يسالفو وقد أعيد ترجمة كثير منها من العربية إلى اللاتينية . وتشمل تلك المترجمات أربعة حقول ، الحساب والفلك والتنجيم والطب والفلسفة . ومن أهم تلك المتَرجمات حساب الجبر والمقابلة للخوارزمي وعلل الأخلاق وسر الأسرار للفرغاني ، والمؤلفات الفلسفية للفارابي وابن سينا والغزالي التي كانت إلهاما للعالم اللاتيني ومؤثراً عميقا في تطور الفلسفة " [13] .
وبلغ الاهتمام بنقل آثار العرب إلى اللاتينية أوجه في عهد الفونسو العاشر الملقب بالحكيم ( 1252 –1284 م) حيث بلغت طليطلة في عهده الذروة باعتبارها مدينة النور والعلم ، كما " وأسس في مرسيه بعد تغلبه عليها مدرسة أسند إدارتها إلى عالم مسلم أصله من هذه المدينة هو أبو بكر محمد بن احمد الرقوطي المرسي ، الذي كان طبيباً مشاركاً في كثير من العلوم ، وكان يقرئ في هذه المدرسة أجناسا من الطلاب بألسنتهم ، ذلك أنه كان ماهراً في معرفة اللغات ، وكان يجتمع عليه المسلمون واليهود والنصارى للأخذ عنه " [14] .
ثم نُقِلت هذه المدرسة إلى اشبيلية بعد ذلك وأنتُدِب فيها أساتذة من المسلمين لتدريس الطب والعلوم ، وفي هذه المدرسة أيضا امتزجت الحضارة العربية والأسبانية وتخرج منها كبار الفلاسفة الغربيين .
وظلت طليطلة كذلك مركزاً للثقافة الأسبانية } واشتهر من المترجمين في معهد طليطلة الإنكليزيان روبرت الكيتوني  وأديلارد الباني والإيطالي جيرارد الكريموني [15] .
كما يقال أن شانجة Sanche  ملك ليون وأستور ( الملقب بالسمين ) تعلم الطب في قرطبة .
حيث ترجم ادلارد ( مربي الملك هنري الثاني ) عام 1126 م فهارس المجريطي في الفلك والرياضيات والذي كان لكتاباته أثر فعّال على روجر بيكون وعلى تأسيس الطريقة العلمية التي نسبت لبيكون .
وبمجيء جيرارد الكريموني ابتدأت المرحلة الثانية لمدرسة الترجمة بطليطلة ، باعتباره أشهر المترجمين ، حيث ينسب إليه وفرقة الترجمة التي كانت معه ( وكان أشهر أولئك غالب ) ترجمة ما يقرب من مائة كتاب منها كتاب المنصوري للرازي ، والقسم الجراحي من كتاب التصريف والقانون لابن سينا …. الخ .
" كان الانبعاث اللاتيني المتمثل بجيرارد الكريموني في الأساس انبعاثاً للعلوم الطبيعية ، وليس العلوم الإنسانية التي جاءت في عصر النهضة في القرن الخامس عشر ، ومنذ أن أمضى جيرارد أغلب عمره في طليطلة ، ما فتئت أسبانيا تحتل مركز الثقافة في العالم وقد فتح عمل جيرارد الذي لانظير له في حقل الترجمة ، بكل شيء للعالم اللاتيني كنوز الفلسفة والرياضيات والفلك والطبيعة والطب والكيمياء الإغريقية والعربية "[16] .
هذا واستمرت حركة الترجمة في طليطلة في القرن الثالث عشر ومن أشهر النَقلة فيها في ذلك القرن ميخائيل سكوت ( الاسكتلندي ) الذي ترجم بعض كتب ارسطو وابن سينا ، كما كان أول من ترجم كتب ابن رشد إلى اللاتينية . وبذلك تكون مدرسة طليطلة في مرحلتها الثانية هذه قد فتحت الباب على مصراعيه أمام أوربا لتنهل من العلم العربي وتبدأ نهضتها الحديثة .
ومن بين المترجمين من العربية إلى اللاتينية في أسبانيا الفْريد السارشيلي ، ناثان المئوي ،وسليمان بن يوسف ، وجيوفاني دي كابوا . وترجم اصطفان السرقسطي (1232 م) الأقرباذين لأبن الجزار كما ترجم ارمنجو في النصف الثاني من القرن الثالث عشر كتابا في تدبير الصحة والأخلاق والارجوزة لأبن سينا مع شرحها لأبن رشد .
أما أشهر المترجمين من العربية إلى العبرية [17] فهم:
أبا اسحق إبراهيم بن الماجد المعروف ( بابن عزرا Ibn  Ezra ) :
أسباني كان كثير السفر إلى فرنسا وإنكلترا . وكان أول من ترجم الكتابات الإسلامية إلى العربية ، وساعد على نشر الاتجاه العقلي بين يهود أوربا المسيحية الذي تطور في الأندلس على أيدي المسلمين على أساس المعارف الإغريقية الإسلامية وأُعجب بها كثيراً سبينوزا بسبب ذلك. وقد ترجم ابن عزرا ( ثلاث رسائل في النحو ، رسالتان في التنجيم ، تعليق البيروني على جداول الخوارزمي)
سليمان بن أيوب : 
الأسباني الطبيب الكاتب الذي ترجم الأرجوزة في الطب لأبن سينا .
شمطوب بن اسحق : الأسباني الذي ترجم تلخيص كتاب الروح لأبن رشد ، التصريف للزهراوي ، المنصوري للرازي ، وبذلك أصبح الطب الإسلامي متيسراً للأطباء اليهود الذين لم يكونوا يعرفون العربية .
زراحيا كريشيان :
الفيلسوف الطبيب الأسباني ، قام بأكثر أعماله في برشلونه وطليطلة وروما ، ترجم العديد من الكتب منها ( الكتابان الأولان من قانون ابن سينا ، بعض النصوص من جالينوس من ترجمة حنين ابن اسحق بالعربية ، رسالة الفارابي في طبيعة الروح .
ناثان هاميتي :
الأسباني ترجم من العربية إلى العبرية قانون ابن سينا ، المنتخب في علم العين لعمار بن علي الموصلي ، رسالة في الفصد ، حِكم ابقراط مع شروح جالينوس . وأكمل أعمال ناثان ابنه سليمان وحفيده سموأل ( 1350 – 1400 م) ترجمة كتاب عمار بن علي المنتخب في علاج العين للطبيب البابوي ميسترو كايو .
سموأل بن يعقوب الكابوي : الإيطالي ترجم رسالة في الأدوية المسهلة والمقيئة لماسويه المارديني .
وكان لأسرة ابن طبون دور بارز في الترجمة حيث اشتهر منهم يهود بن سول بن طبون في غرناطة ( 1120 –1190 م) وابنه صموئيل بن يهود ابن طبون ( 1150 – 1230 م) الآّ أن أبرزهم كان :
موسى بن صموئيل بن طبون :
الذي نبغ في فرنسا في المدة ( 1240 – 1283 م) وهو من أخصب مَن ترجموا من العربية إلى العبرية وترجماته كثيرة العدد في مختلف العلوم الاّ أن أهم ترجماته في الطب هي  الأرجوزة في الطب لأبن سينا مع شرح ابن رشد ، القانون الصغير لأبن سينا ، زاد المسافر لأبن الجزار ، بعض المؤلفات الطبية لحنين ابن اسحق ، كتاب الأقرباذين {ضد السموم} للرازي ، التقسيم والتشجير أو تقسيم العلة للرازي مقالة في تدبير الصحة لأبن ميمون ، السموم لأبن ميمون ، شرح حِكمْ ابقراط لأبن ميمون.
داؤد بن يمطوب بن بيلا :
البرتغالي ترجم من اللاتينية إلى العبرية في النصف الأول من القرن الرابع عشر سالوس فيتاي ، يتناول اثنتي عشرة منفعة طبية لجلد الأفعى ، مأخوذ من أصل عربي أو مصري .
يوسف بن يوشع هالوقي :
أسباني ترجم في النصف الثاني من القرن الرابع عشر من العربية إلى العبرية جزاءً من قانون ابن سينا ومراجعة الأعمال الأخرى لابن سينا .
يعون يوسف الكاركاسوني : الأسباني ترجم في النصف الثاني من القرن الرابع عشر من اللاتينية إلى العبرية ( شرح مؤلفات الرازي ، رسالة في البول ، كتاب المنصوري للرازي ).
" ومن الكتب التي ترجمت مرتين إلى العبرية كتاب التيسير لأبي مروان بن عبد الملك بن زهر ومن ثم نقلتا فيما بعد إلى اللاتينية ودُرِستا في جامعات أسبانيا وإيطاليا وفرنسا " [18] .
وأخيراً بالنسبة للترجمات العبرية يؤكد الباحثون بأنها زادت ثقافة اليهود الأوربيين واستعان المؤلفون اليهود بها عندما ألفوا كتبهم باللغة اللاتينية ، وهكذا قدموا الطب العربي والعلم العربي إلى أوربا باعتباره من ابتكارهم ونتاجهم .
وكمثال إلى اقتباس الأفكار العربية تبرز مسألة الدورة الدموية الرئوية ، حيث كان للراهب سرفيتوس الأثر الأكبر في نقل آراء ابن النفيس في ذلك . ولد سرفيتوس في أسبانيا سنة 1151 م وقرأ في سرقسطة في أسبانيا ثم في تولوز في فرنسا وبازل في سويسرا ، ثم ذهب إلى باريس وعمل مع فيزاليوس في التشريح . وفي سنة 1542 م الّف كتاباً ضخماً اسمه بالعربية ( إعادة المسيحية ) حكم عليه بالموت حرقا بسببه ، وفي هذا المؤَلف وصف مرور الدم من الشريان الرئوي إلى الوريد الرئوي عن طريق الرئة . وجاء وصفه مشابهاً لوصف ابن النفيس بحيث يكون اقتباسا منه ، وهناك أدلة يذكرها المؤرخون على معرفة سرفيتوس للعربية .
وإلى جانب حرص الأوربيين وقسم من الأسبان على آثار العرب الثقافية والعلمية وتقديرهم لمن ينقل العلوم إليهم " كان رجال الدين في أسبانيا عقبى جلاء العرب عن أسبانيا يحرقون الكتب العربية حيث صادفوها ، وظلوا خمسين سنة أي منذ أن أصدر الكاردينال كسيمنس سنة 1511م أمره بإحراق عشرات الألوف من كتب العرب في ساحات غرناطة ، يحرقون الأسفار العربية حتى كادت تبيد مدنية العرب من تلك البلاد لولا الترجمات اللاتينية والعبرية "[19].
" ويذكر أستاذ تاريخ الطب في غرناطة أن المورسكين تعرضوا للاضطهاد خاصة الأطباء منهم وتمت محاكمة كثير منهم من قِبَل محاكم التفتيش Inqustion  بتهمة الهرطقة Herticas وكانت تشمل كثير من الممارسات التي لا يمكن تعليلها ، فإن شفاء المريض الذي لم يتمكن خبراء المحاكم والأطباء الأسبان من تعليل شفائه يعني أنه قد شفي من قبل الشيطان وأن الطبيب المورسكي الذي عالجه متحالف مع الشيطان . وإذا نظرنا إلى أسماء الأطباء الذين حوكموا نجد أنه لا يصعب معرفة كونها عربية مثل
Casper Copodad  ,  Martin Gaad ,  Jeromino Pacher ,  Roman Ramerez ,
Pin Teete, Fransisco of Corduba, Jeromino Jover.                                
وهذا الأخير أصل اسمه جابر كما جاء في شهادة أحد الشهود في التحقيق ضده . إن هذه الأسماء تدل عل أن هناك احتمالاً قوياً بوجود أطباء عرب أو من أصل عربي في إسبانيا وأوربا بدلت أسماؤهم فأصبحت لا تدل على أصلهم العربي ، وأنهم نقلوا ونشروا الطب غير المترجم [20].
وعلى الرغم من تعسف المتعصبين من رجال الدين فإن حركة العلم العربي إلى العلم المسيحي كانت في الأندلس أعمق تغلغلاً وأشد قوة وأطول عهداً من أي مكان آخر .
وقبل أن ننهي الحديث عن كيفية انتقال الطب العربي من خلال الأندلس ، لابد من ذكر دور الأسرى أطباءً وعلماء لفتوا نظر آسريهم ، فما لبث بعض هؤلاء الأسرى أن تحولوا للعمل في بلاط الأمراء الأسبان ، وعلى الجانب الآخر أيضاً وقع الوف الأسرى الأوربيين بأيدي أمراء الأندلس المسلمين . وعندما عاد هؤلاء الأسرى إلى ذويهم عادوا لينقلوا ما سمعوه وتعلموه من العرب المسلمين .                                                                            
وأخيراً لا يمكن إغفال دور التجار في نقل العلم والمعرفة العربية ، فقد كانت مدن شمال إسبانيا على اتصال بالمدن الأندلسية في الجنوب علمياً وتجارياً كما كان لتجار ليون وجنوه والبندقية ونورمبورج دور الوسيط بين المدن الأوربية والمدن الأندلسية ، فكانوا خلال ترحالهم ينقلون كل ما له علاقة بالحضارة العربية .
لقد كانت كاطالونيا أيضاً مركزاً آخر لأشعاع العلم العربي وهي تشكل جزءاً من فرنسا الحالية وتعتبر مونبليه إحدى مدنها الساحلية التي كانت في البداية عبارة عن محطة صغيرة لقوافل المسافرين بين إيطاليا والأندلس ثم ارتفع شأنها في القرن الحادي عشر ، فشرع العلماء العرب أو المتحلين بالثقافة العربية يتدفقون إليها حيث وضعوا فيها أسساً لمعهد علمي عظيم وبذلك تحولت هذه القرية الصغيرة إلى مركز كبير للتجارة والعلوم والثقافة . ولما بدأت شمس المَدَنية العربية بالغروب عن الأندلس في القرن الثاني عشر بسبب التعصب الشديد الذي اتصف به ملوك الأسبان هجر عدد كبير من العلماء العرب بالأندلس قاصدين مونبليه لما كانت تتصف به من التسامح الديني وحرية التتبع العلمي وبذلك كان لهم الفضل في رقيها ، نقل لوسيان لوكليرك عن كتاب تاريخ الفكر في فرنسا Histoire Litteraire  dele France  هذه الفقرة " في النصف الثاني من القرن الثالث غادر عدد من الأطباء الإيطاليين وطنهم في أعقاب الفتن التي نشبت ….. ولجأوا إلى فرنسا حاملين معهم مؤلفات أبي القاسم الطبيب الأندلسي الذي  يعد باعث الحياة في علم الطب، ويظهر أن هذه المؤلفات قد وصلت بوصول أحد أطباء مدرسة ساليرنو إلى باريس واسمه روجي دي بارم { Roger  de Parme }  ومن هنا فإن دهشتنا تتضائل ونحن نرى أبا القاسم الزهراوي يتبوأ مكانه إلى جانب ابقراط وجالينوس ، ويؤلف معهما ما يشبه الثالوث العلمي " [21].
وفي سنة 1220 قام الكاردينال كونراد بتأسيس مدرسة ( جامعة ) مونبليه ونظمها على شبه مدارس الطب الإسلامية . واحتل الطب الإسلامي مركز الصدارة في برنامج التدريس فيها طيلة القرن الثالث عشر والرابع عشر فكان الأساتذة يشرحون كتاب ابن سينا والرازي وأبو القاسم الزهراوي وكانت هذه المدرسة على اتصال دائم مع المدارس العربية في جنوب إسبانيا الأمر الذي يؤكد التأثير الفاعل لمدرسة مونبليه على تطور الطب الأوربي على الطريقة العربية .
ويعطينا كتاب الدروس والمفاتيح فكرة دقيقة عن برنامج مدرسة مونبليه من سنة1489 إلى سنة 1500 م.
اللائحة التالية تبين عدد الكتب التي كانت تُدَرس ، كل علم وأهمية المكانة التي كان يمثلها ابن سينا في تلك الأيام [22] .
   (( عدد الكتب في برنامج مدرسة مونبليه 1489-1500 م ))
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    السنة            ابن سينا          جالينوس         ابقراط
    1489              4                2                1
    1490              3                0                0
    1491              4                2                0
    1492              4                0                1
    1493              6                3                2
    1494              5                2                1
    1495              5                4                1
    1496              4                2                1
    1497              6                2                0
    1498              5                2                1
    1499              4                1                1
    1500              3                4                1

وقد بقي الطب العربي الإسلامي يحتل مركزاً مهماً في تاريخ الدروس حتى منتصف القرن السادس عشر ،بل حتى بدايات القرن السابع عشر " والمثال التالي برهان ساطع على ذلك ، خلال التجمع { Perfidem } المنعقد يوم 10 نيسان عام 1607 م لضبط طريقة التدريس خلال الستة أشهر الأخيرة ، التمس الطلاب من المدرس جاك برادلي { Jacqes  Paradille} أن يشرح لهم رسالة ابن سينا ، وعبروا عن الرغبة نفسها في التجمع الآخر يوم 3 تشرين الأول بأن يروا الأستاذ نفسه يشرح لهم خلال نصف السنة الأول كتاب الرازي
حول أمراض الكبد في وقت يقوم به فرانسوا رانشان أيضا بشرح أمراض الأطفال من خلال ابن سينا ، وأمراض المعدة من خلال الرازي . وهذا تكريم عظيم يحضى به الأساتذة القدامى لوضوح عقليتهم التعليمية "[23].
كما وتميزت مدرسة مونبليه على بقية المدارس كمدرسة باريس بكثرة ما فيها من المخطوطات الطبية المهمة وبالأخص العربية منها . وكان الأساتذة المستعربون كثرة بين الأساتذة .
ونجد في كتاب استروك [24] أن أحد الأساتذة ويدعى رينيه مورو يهاجم أستاذا يدعى جاك ديبوا لتعليمه الطب الإسلامي دون غيره . ومن الأساتذة والشخصيات التي خدمت في مونبليه ارنولد فلانوفا ( 1235 – 1312 م) الذي ساح طلباً للعلوم العربية والذي أعتبر أخصب المؤلفين إنتاجاً بالنسبة لزمانه وأكثرهم تأثراً بالآراء الطبية العربية ، ومن بين المؤلفين الذين ترجم من كتبهم ابن سينا والكندي وقسطا بن لوقا وأبو العلاء بن زهر ، ((النظام الصحي الساليرني  احسن شرح لتلك القصيدة )) .
وهنري ماندفيل وكاي دي شولياك ( 1298 – 1368 م ) الذي ترجم القسم الجراحي من التصريف للزهراوي ، فاقتبس منه كثيراً في كتابه الجراحة الكبرى Chirurgia Magna  الذي أُنجز سنة 1363م . ويعتبر هو وارنولد فلانوفا أول من أدخلا إلى الغرب عادة حفظ السجلات ، وهذا تقليد استقياه من ابن زهر . وترجم هرمانوس الدلماسي في تولوز كثيراً من كتب الطب والفلك .
وإضافة لما سبق لقد تضمنت كتبهم اقتباسات كثيرة من الكتب العربية أو تضمنت اصطلاحات عربية كثيرة فعندما وضع منديس وهو أول من شرّح جثة إنسان علناً في مدرسة مونبليه ، كتاباً في التشريح اقتبس معلوماته من كتب الطب العربية .
وكان الدو براند السيني " الطبيب التوسكاني لدى بياترس سافوي من أوائل المترجمين من اللاتينية إلى الفرنسية ( في النصف الثاني من القرن الثالث عشر ) ، وكتب رسالة طبية هي (حمية الجسم) القسم الأول والثاني مأخوذان من ابن سينا أولا ومن الرازي وابن عباس ثانياً ، القسم الثالث تكييف لكتاب الأدوية المفردة والأغذية لإسحاق الإسرائيلي ، ويكاد القسم الرابع يكون ترجمة حديثة من الكتاب المنصوري للرازي " [25] .
ومن المترجمين من العربية إلى العبرية إضافة لموسى بن طبون الذي سبق ذكره نذكر :
" سمسون بن سليمان : ( النصف الأول من القرن الرابع عشر) قام بترجمة كتب جالينوس          الستة عشر .
فالونيموس بن فالونينس :  الفرنسي  ( في النصف الأول من القرن الرابع عشر ) ترجم العديد من الكتب في الفلسفة والعلوم والتي لها علاقة بالطب هي ( كتاب المدخل في الطب لحنين بن اسحق ، كتاب العمدة في أصول الطب لأبن رضوان ) .
يهودا بن سليمان ناثان : الفرنسي ترجم في النصف الثاني من القرن الرابع عشر من العربية واللاتينية إلى العبرية كتاب مقاصد الفلاسفة للغزالي ، والوسائد لأبن وافد ، ورسالة في الحميات .
إبراهيم ابيكدور : الفرنسي ترجم في النصف الثاني من القرن الرابع عشر إلى العبرية ، جزء من قانون ابن سينا ،و ترجمة مختصرة من كتاب المنصوري للرازي " [26] .
" هذا ويؤكد لوكلير أن عدداً من مؤلفي القرن الخامس عشر في أوربا نقلوا من كتاب الزهراوي ، وذكر من هؤلاء فيراري الإيطالي Ferrari  الذي نقل المقالة السابعة والعشرين في طبائع الأدوية والأغذية . والّف اردونيس دي باسارو كتاباً تردد فيه كثيراً اسم الزهراوي وكتابه التصريف  " .
ومن طلابها ( جامعة مونبلييه ) سكومون من ساليرنو ، وناثان بن زفاريوس ( منتصف القرن الثاني عشر) ، وجلبرت الإنكليزي ( حوالي 1290م Gilberut   Anglicans ) ، وجون من كاديسدون (1280- 1331 م John  of Gadesden ) ، وجون من اردن ( 1307 – 1390 م John  of Ardene ) الذين لهم منزلة كبيرة في الطب في إنكلترا ، وبطرس الأسباني ( حوالي 1277م Petrus Hispanus ) الذي أصبح البابا جون الحادي والعشرين وكان كتابه كنز الفقراء Thessurus  Pauperum  واسع الانتشار .
 وقد حصل في باريس ما حصل في مونبليه من قبل . فكان تنظيم وبرنامج تدريس المدرسة نسخة من السابقتين . وكان الطلاب يجلسون على الأرض لاعلى المقاعد حتى لايدركهم الغرور" [27] .
 وأسس هنري الثالث في عام 1577 م كرسي أستاذ اللغة العربية في المدرسة الملكية بُغية معاونة تقدم الطب في فرنسا " [28].
وقصة لويس الحادي عشر مع كتاب الحاوي للرازي تشير إلى قيمة هذا الكتاب في ذلك العصر . فقد أراد هذا الملك أن ينسخ نسخة من الحاوي في مكتبته ، وطلب من مكتبة الجامعة إعارته إياه لنسخه  . وبعد مناقشات عديدة بين الأساتذة قررت الجامعة إعارة الكتاب بعد الحصول على كفالة مالية ، مشكلة من12 طقماً فضياً للمائدة ومائة ريال من ذهب .
ومما يدل على تقدير أوربا لأبن سينا والرازي حتى اليوم هو " أن كلية جامعة باريس تحتفظ حتى اليوم بصورتين كبيرتين في قاعاتها ، إحداها للرازي والأخرى لأبن سينا " [29].

كانت صقلية تعيش التأخر والجهل قبل أن يفتحها العرب المسلمون وقد تم فتحها أيام بني الأغلب في أوائل القرن الثالث الهجري حوالي سنة ( 877هـ ) بقيادة أسد بن فرات . ومن ثم وبعد أن مدنوها أصبحت أهم المراكز لنشر الثقافة العربية الإسلامية في أوربا .
وكان المركز الثاني بعد طليطلة – وإن كان أقل أهمية منه – لجمع المؤلفات هو البلاط النورماندي في باليرمو ، وفي هذا المركز قامت مدرسة للترجمة عن العربية ، ومن الترجمات التي ظهرت في هذا المركز هي ترجمة كتاب البصريات لبطليموس [30] .
وأنشأوا في باليرمو العاصمة أول مدرسة للطب في أوربا ومنها انتشر الطب إلى إيطاليا .وكدليل على التأثير الفاعل للثقافة العربية في إيطاليا في تلك الحقبة إنشاء مدرسة لتعليم اللغة العربية في جنوا ، وإدخال كثير من الألفاظ والاصطلاحات العربية إلى اللغة الإيطالية  .وكان تسامح الحكام المسلمين في صقلية كعادتهم في كل مكان حلّوا فيه عاملاً مباشراً في ازدهار الثقافة والفنون والعلوم فيها حيث شملت لغات العالم العلمية الثلاث في ذلك الزمان وهي اللاتينية واليونانية والعربية . وتم نقل المؤلفات من لغة إلى أخرى وبذلك أصبحت صقلية خير نموذج لامتزاج الثقافات وصاحبة مَدنية لاتينية يونانية عربية فريدة امتدت حتى آخر القرن 13 ، وهو بداية التأثير العميق للثقافة العربية الإسلامية ونشوء حركة الاستعراب الفعالة في أوربا .
وقد نبغ في صقلية كثير من الأعلام العرب  منهم الإدريسي الجغرافي المشهور الذي رسم الكرة  السماوية وخريطة العالم لأول مرة .
أما أشهر من نبغ في الطب من العرب فكان الطبيب محمد بن الحسن الطوبي ( كان حياً في صقلية سنة 450 – 1058م ) ، وعلي بن الحسين بن أبي الدار الصقلي ، وأبو عبد الله الصقلي الذي تعاون مع غيره من الأطباء في ترجمة كتاب العقاقير لديوسقوريدس ، وعلي بن إبراهيم المعروف بابن المعلم ، وابن جلجل الصقلي صاحب كتاب تاريخ الأطباء والحكماء وأبو سعيد بن إبراهيم الصقلي مؤلف كتاب المنجح في التداوي ، واحمد بن عبد السلام الصقلي صاحب كتاب الأطباء من الفرق إلى القدم .
لم يتوقف الزحف الإسلامي في حدود جزيرة صقلية وما جاورها بل اتجه لفتح إيطاليا نفسها فقاموا بغزوات ناجحة شملت إيطاليا وشمالها بما فيها روما . وقد ساعدت هذه الفتوحات على نشر الثقافة والعلوم الحربية وعلى تقوية الصلات العلمية مع الثقافة اللاتينية لدى الطليان فنتج عن ذلك التقارب حركة علمية نشطة دفعت بأوربا سراعا وبشكل أساسي في طريق الصحوة العلمية والنهضة الفكرية .
ولابد من العودة للحديث هنا ثانية عن جربرت ( أو جربير ) ، فبعد أن أنتهي من تعليمه في إسبانيا كما ذكرنا قدم إلى روما واتصل بالبابا يوحنا الثالث عشر والإمبراطور اوتو الأول( 021 –972 م)  ثم بخليفتيه اوتو الثاني والثالث . ثم رأس المدرسة الأسقفية وفي هذه المدرسة بدأ يدرس ويدخل إلى الغرب العلوم والمعارف التي برع فيها المسلمون وكرّس حياته كلها لطلب المعرفة ورفع مستوى العالم المسيحي إلى ذرى المعارف الدنيوية ، فلذلك اعتبر شخصية فريدة غيرت مجرى الأحداث . ولما أراد الإمبراطور اوتو الثالث إجراء إصلاحات في الإمبراطورية والكنيسة انتهز فرصة موت البابا وعمل على انتخاب جربير لكرسي البابوية ، فتربع فيه تحت اسم سلفستر الثاني( 992 –1003م) ، واستمر في حثّه على طلب ونشر العلوم والإصلاح الأخلاقي حتى وفاته عن طريق السم من قبل أعدائه ، وان تعليماته هذه التي أخذها عن المسلمين كانت حافزاً لبزوغ صبح جديد لأوربا .
وإن مركز الإشعاع الطبي في جنوب إيطاليا كان في مدينة ساليرنو التي كان يوجد فيها مدرسة أسقفية قبل قدوم العرب ، ويبدو أنه كان من بين برامج التدريس فيها شيء من الطب المليء بالدجل والشعوذة .
وأما إحياء ساليرنو باعتبارها مركزاً من مراكز التعليم الصحيح ، فقد بدأ في القرن التاسع عندما فتح العرب صقلية وجنوب إيطاليا ، وبدأ المعلمون العرب يفدون إلى هناك.
يقول الدوميلي " يرجع الفضل في تأسيس مدرسة ساليرنو إلى أربعة أساتذة مختلفي الأوطان ، الأستاذ هيلينوس وهو يهودي كان يقرأ على تلاميذه بالعبرية ، والأستاذ يونتس الذي كان يقرأ على تلاميذه باليونانية ، والأستاذ عبيدلا( عبد الله) الذي كان يقرأ على تلاميذه  بالعربية ، والأستاذ سالرنوس الذي كان يقرأ على تلاميذه باللاتينية " [31] .
وبرزت مدرستها الطبية سنة 985م ، وازدهر الطب العربي فيها على يد أساتذة من العرب وغيرهم في أواخر القرن الحادي عشر ، وبفضل عدد من المترجمين الأكفاء أمست هذه المدرسة معيناً لا ينضب للثقافة والعلوم العربية ودعامة صلدة للنهضة العلمية الأوربية .
وقيل أن يهودياً اسمه ( شبطاي بن إبراهيم بن يول ) وقع أسيراً عند العرب وتعلم العربية ثم استطاع بعد ذلك العودة إلى مسقط رأسه وإن هذا الشخص ساهم بقوة في إنشاء مدرسة ساليرنو، وصنف بالعربية بعض الكتب الطبية وأشهرها ( الكتاب النفيس ) . ومن المشتركين في تأسيس مدرسة ساليرنو ، الطبيب الإيطالي ( ينافنتوتراسو ) الذي ألف كتاب ( فن وصناعة العين ) والذي كان وثيق الصلة بالعرب [32] . وموسى يانوميتان الذي ترجم كتاب أبقراط في الطب البيطري من صيغته العربية .
كان على رأس المترجمين قسطنطين الأفريقي ( 1020 – 1087 م) العربي الأصل والذي ولد في قرطاجة في تونس وساح في البلاد العربية حيث أتقن اللغة العربية بجانب معرفته اللغة اللاتينية واليونانية . وانتقل إلى إيطاليا حيث اتصل بأمير ساليرنو جيزوفلو وبأخيه الطبيب . ثم أمضى معظم حياته في دير مونت كاسينو حيث قام بترجمة الكتب العربية وبالتأليف . عمل بعض الوقت في مدرسة ساليرنو الطبي ، فأثر فيها تأثيراً بالغا بترجمته عدداً من الكتب الطبية اللاتينية ، وإدخاله التعليم الطبي العربي فيها كما انه كان يكتب أيضاً في القانون الصحي الذي كان يحرره عدد من أساتذة مدرسة ساليرنو . ويذهب البعض إلى أنه كان قد أسلم ولكنه كتم دينه خوفاً من الاضطهاد الذي كان سائداً ضد الإسلام والمدنية العربية خلال الحروب الصليبية. وظهرت أول طبعة من كتبه في بازل سنة 1537م في سبعة أجزاء  من الكتب التي قام بترجمتها كتاب كامل الصناعة الطبية لعلي بن العباس المجوسي ، وكتب اسحق ابن سليمان الإسرائيلي في البول والحميات ، وكتب ابن الجزار وجالينوس وابقراط  إلى اللاتينية . يأخذ البعض عليه عدم نزاهته حيث كان ينقل من الكتب العربية وينسبها لنفسه وعلى الرغم من ذلك فان اليقظة الأوربية بدأت بشرارة أرسلتها ترجماته في حقل الطب وإنّ أثر كتبه بقي لفترة طويلة من الزمن في أوربا مما حدا بالكثيرين تسميته برائد الطب العربي في أوربا . وكان في ساليرنو تلميذاً له من أصل عربي يسمى يونس الفلكي(أو يوانيس افلاكيوس 1103 م).  
ومن أشهر التراجمة في ساليرنو عدا قسطنطين الأفريقي كان فرج بن سالم المعروف عند الغرب ( فراجوت أو فراريوس ) الذي ترجم كتاب الحاوي للرازي بأمر الملك شارل الأول وقد انتهى منه عام 1279 م ونُشر عام 1486 [33]. وترجم أيضاً كتاب جالينوس في الطب التجريبي ومؤلفات حنين بن إسحاق وتقويم الأبدان لأبن جزلة إلى اللاتينية .
ومن بين المترجمين في ساليرنو كان أدلا رد الباثي الذي سبق ذكره ، حيث أنه بعد أن زار المراكز الثقافية في صقلية استقر بعض الوقت في ساليرنو وترجم النسخة العربية لأقليدس وألف مختصراً في العلوم العربية " ومن بين المترجمين الإيطاليين يوحنا الكابوي الذي ترجم من العبرية للاتينية كتاب التيسير لأبن زهر ، ومقالة في تدبير الصحة لأبن ميمون " [34] .
" واُلفت كتب طبية في ساليرنو وأظهرت أن أطباءها لم يمتصوا المعلومات العربية الحديثة فقط بل تمكنوا من توسيعها . وأهم مؤلفات مدرسة ساليرنو هو الموجز الساليرني والنظام الصحي الساليرني الذي يبدو أنه أُلف حوالي 1100م وهو قصيدة من 352 بيتاً في الأصل . وأشهر شرح لها هو شرح ارنولد فلانوفا "[35] وقد سبق ذكره .
واشتهر من بين طلاب ساليرنو مايكل سكوت Michael Scot  الذي ألف كتبه في صقلية
( 1175 – 1236 ) والذي تضمنت إحدى وصفاته التخدير بالاستنشاق .
وكان لتلاميذ مدرسة ساليرنو أثر بالغ في نقل العلم إلى سائر جامعات أوربا ، حيث ذهب قسم منهم إلى مدرسة مونبليه وآخرين إلى نابلي وذهب بيرجيل دي كوبري بعد ذهابه إلى نابلي إلى جامعة باريس . واستمرت هذه المدرسة محتفظة بهذه المكانة العلمية حتى سقوط مدينة ساليرنو في يد هنري السادس، عندها تدهورت الحركة العلمية فيها واضمحلت مدرسة ساليرنو في سنة 1400 م، وأغلقها نابليون نهائياً سنة 1811 م ، ثم سارت أغلب الجامعات الأوربية مثل باليرمو ، وبدوا ، ومونبليه ، وباريس ، وأُكسفورد بنفس الطريق معتمدة العلوم العربية أساساً في برامجها التدريسية ، حتى أن الطب العربي ساد في أوربا طيلة القرون الوسطى .
واهتم روجر الثاني ( المتوفى سنة 1154 م ) بأفكار العرب في الممارسة الطبية وقلد أنظمتهم ، فأصدر أمراً سنة 535هـ / 1140 / يمنع الأطباء من مزاولة المهنة الاّ بعد أن يجتازوا امتحاناً يثبت كفاءتهم في الممارسة وهو التنظيم الذي طبقه العباسيون على الأطباء وأدخله الأغالبة إلى الجزيرة .وكان حكام صقلية النورمانديون الذين خلفوا حكم العرب يميلون إلى نشر التعليم ومتابعة التعلم الذي بدأه العرب معهم واستبقوا وشجعوا عدداً من العلماء العرب للبقاء والنزوح إليها . وكان حفيد روجر الثاني من أمه وابن هنري السادس ملك ألمانيا ( فردريك الثاني ) في طليعة ملوك الغرب الذين استفادوا من العلوم العربية حيث كان هو وابنه ( منفيرد ) يعرفان العربية قراءة وكتابة وقد ألفا الكتب بالعربية وتُرجمت إلى اللاتينية [36] .
وكان لفردريك الثاني ولع خاص بعلم النجوم والبيولوجيا ، وكان قد دخل البلاد العربية مع الصليبيين واطلع على حضارتهم وعقد اتفاقية مع الملك الكامل الأيوبي خلال الحملة الصليبية الخامسة
( 1218 – 1219 م ) حيث اتصل بنوابغ علماء العرب ، فقرب إليه عبد الحق بن إبراهيم بن نصر فيلسوف الأندلس حينذاك ، كما درس وترجم الكثير من الذخائر العربية وأهدى الكثير من الكتب الطبية والفلسفية إلى جامعة بولونيا . وبعث بمسائل رياضية وفلسفية إلى الملك الكامل وقد نجح في حلها علماء مصريون وسوريون وكمال الدين بن يونس من الموصل في العراق .وكان له مترجم ومنجم يسمى ( ثادري أو تيودور وهو مسيحي من انطاكيا في الشام درس في بغداد والموصل ) يقوم بترجمة الكتب العربية ( حيث ترجم له كتاب مختصر الحيوان لأبن سينا وكتاب نواميس الطبيعة المشتمل على كتاب في البول ) . وكان يعمل عنده أيضا ميخائيل سكوت حيث وضع له نقلاً عن العربية خلاصة لاتينية لمؤلفات أرسطو مع شرح ابن سينا وسماه ملخص ابن سينا .
وترجم اليهودي البادوي ( بوناكوزا Bonacosa ) كتاب الكليات في الطب لأبن رشد سنة 1255م باسم الجامع Colliget وطبع مرات عديدة ( 1482م في البندقية ، 1533م في ستراسبورج )[37].
ولا يفوتنا أن نذكر اثنين من أساتذة بادوا الأول كولومبوس ( 1510 –1599 م) Renaldu  Columbos  ، الذي ألف كتاباً بعنوان ( في التشريح )  Dere  Anetomica نُشر سنة 1559 فيه وصف لمرور الدم في الرئتين ، والثاني فالفردي Valverde الذي نشر كتاب ( التشريح وتاريخه ) سنة 1554 والذي ذكر فيه أيضاً آراء مشابهة لكتاب كولومبوس " وقد دلت الدراسة المفصلة للموضوع على أن سرفيتوس يظهر معرفة واضحة لنظرية ابن النفيس وانه اعتمد عليها ، وإن فالفيردي مطلع على آراء سرفيتوس ، وإن كولومبوس مطلع اطلاعاً مباشراً على نظرية ابن النفيس ومقولة سرفيتوس " [38].





[1] - الخطابي ، محمد العربي – الطب والأطباء في الأندلس الإسلامية  ج1 ص 15 .
[2] - الخطابي ، الطب والأطباء في الأندلس – مصدر سابق ج1 ص 29 .
[3] -الجليلي ، د. محمود – مقال مجلة المجمع العلمي العراقي م. 32  ج3 ، 4  ص 188 .
[4] - الشيال ، د. جمال الدين – التاريخ الإسلامي وأثره في الفكر التاريخي الأوربي  ص 18 .
[5] - عبد البديع ، لطفي – الإسلام في إسبانيا ص 30 –31 .
[6] - الجليلي ، المقال – مصدر سابق ص 189 .
[7] - مظهر ، جلال – حضارة الإسلام / مصدر سابق ص 497 .
[8] - مرحبا ، د. عبد الرحمن – الموجز في تاريخ العلوم عند العرب – مصدر سابق ص 343 .
[9] - المصدر نفسه ص 240 – 241 .
[10] - الدوميلي ، العلم عند العرب وأثره في تطور العلم - ص 456 .
[11] - يونج ، لويس – العرب وأوربا ص 120 .
[12] - تناولنا تفاصيل حياة المترجمين وما ترجموه في مكان آخر من الكتاب . نكتفي هنا بذكر بعض الإشارات حولهم .
[13]  -مايرز ، يوجين أ. – الفكر العربي والعالم الغربي ، ترجمة كاظم سعد الدين /دار الشؤون الثقافية ، بغداد 1986 ص 96 .
[14] - الخطابي ، محمد الخطابي – الطب والأطباء في الأندلس الإسلامية ج1 ص 30 .
[15] - يونج ، لويس – العرب وأوربا ص 120 .
[16] - مايرز ، يوجين أ . الفكر العربي والعالم الغربي ص 111 .
[17] - المصدر نفسه – الصفحات ( 100، 122- 125، 133-136 ) ، حيث أوجزنا كل ما له علاقة بالمترجمين            إلى العبرية عنه . 
[18] -الدوميلي ، العلم عند العرب ص 465 .
[19] -كرد علي ، محمد – أثر المستعربين من علماء في المشرقيات في الحضارة العربية ، مقال – المجمع العلمي العربي – دمشق ج10   م7 ،  1927 .
[20] - الجليلي ، د. محمود – تأثير الطب العربي في الطب الأوربي – المقال ص 189 – 190 .
[21] - العربي الخطابي ، الطب والأطباء في الأندلس الإسلامية ج1 ص 128 ، نقلا عن اوسيان لوكليرك – تاريخ     الطب العربي 1/454 –455 .
[22] - حجازي ، الدكتور عبد الرحيم – الطب الإسلامي عامل أساسي في خروج أوربا من عصر الظلام ،بحث  قُدم للمؤتمر العلمي للطب الإسلامي 1981 ، بالأصل نقلا عن أرشيف جامعة مونبليه الكتاب الخامس لسنة 1767
[23] - التليلي ، الدكتور عبد الرحمن – أثر الطب العربي في جامعة مونبليه في العصر الوسيط ، بحث قدم في الندوة العالمية لتاريخ العلوم عند العرب ، 1987 ، كتاب أبحاث الندوة 1992 الجزء الأول ص 155 .
[24] - حجازي ، المصدر السابق – نقلا عن جاك استروك ، ذكريات لخدمة تاريخ جامعة مونبليه 1767              أرشيف الجامعة.
[25] - مايرز ، الفكر العربي والعلم الغربي ص 126 .
[26] - المصدر نفسه الصفحات 129  ، 135 – 136 .
[27] - جالرند ، جوزيف – قصة الطب ، ترجمة د. سعيد عبدة ، دار المعارف بمصر 1959 ، ص75 .
41 – ريسلر ، جاك . س : الحضارة العربية ، ترجمة غنيم عبدون ، الدار المصرية للتأليف ( بدون تاريخ )            ص 211 .
42 – عاشور ، سعيد عبد الفتاح : المدنية الإسلامية وأثرها في الحضارة الأوربية ، دار النهضة العربية ، القاهرة ، الطبعة الأولى 1963 ، ص 153 .
[30] - الشيال ، الدكتور جمال الدين – التاريخ الإسلامي وأثره في الفكر التاريخي الأوربي – دار الثقافة بيروت ص 49 .
[31]الدوميلي ، العلم عند العرب وأثره في تطور العلم ص 429 .
[32] - البدري ، عبد الليف – الطب عند العرب ص 93 .
[33] - ماكس مايرهوف ، كتاب تراث الإسلام / ترجمة جرجيس فتح الله ص 465 .
[34] - مايرز ، الفكر العربي والعالم الغربي ص 126 .
[35] - الجليلي ،  المقال ، مصدر سابق ص 194 .
[36] - يونغ ، لويس – العرب وأوربا – ص 121 .
[37] - ماكس مايرهوف ، المرجع السابق ص 487 .
[38] - المصدر نفسه ، ص 201 – 203 . 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق